قدمت جريمة اغتيال الناشط اللبناني “لقمان سليم” دليلا جديدا على وحشية مليشيا “حزب الله” في مواجهة أي طرف يكشف هوية هذه المليشيا، ويعريها ككيان مافيوي قائم على التخوين وكتم الصوت.
وإذا كان “لقمان” قد تكهن بمصيره، عطفا على سلسلة التهديدات الفاجرة التي رفعت في وجهه، ومنها مقولة “المجد لكاتم الصوت” التي رفعها قطيع المليشيا الطائفية في وجه هذا الناشط… إذا كان “لقمان” قد تكهن بهذا المصير، وتنبه لخطر المليشيا، فإنه ربما لم يكن يعلم أن رأسه كان مطلوبا أيضا لنظام الأسد.
فالأرشيف الذي تملكه “زمان الوصل”، كشف وبشكل قطعي وجود “لقمان سليم” على قائمة المطلووبين للاعتقال بموجب مذكرة من المخابرات العسكرية تعود للعام 2013.
وتعرض المذكرة الاسم الكامل للمطلوب اعتقاله، وهو “لقمان سليم” بن محسن وسلمى، تولد 1962، سجل 155 حارة حريك.
ويدرك كثير من السوريين أن مذكرات الاعتقال التي تصدرها مخابرات النظام، لاسيما في العقد الأخير منذ اندلاع الثورة، إنما هي في الحقيقة أوامر قتل، حيث لم يعد لمن يقبض عليه النظام سوى الموت في معتقلاته تعذيبا (حرقا وتجويعا وخنقا..)، كما أثبتت ذلك صور “قيصر”.
وفي الختام فإن “لقمان سليم” ليس سوى مطلوب من بين عشرات آلاف اللبنانيين، الذين أدرجهم نظام الأسد على لوائح مخابراته، عبر مذكرات تنوف عن 45 ألفا.
وقبل ساعات تم العثور على جثة “لقمان سليم” في سيارته مصابا برصاصات في رأسه أثناء وجوده في جنوب لبنان.
ورغم انتمائه من الناحية المذهبية إلى الطائفة الشيعية، فقد كان “سليم” من أشد الأصوات المناهضة لمليشيا حزب الله، ومن أبرز من وصف هذه المليشيا بدون مواربة ولا كناية.