وجد نبات “الأزولّا” الذي يعد مكملاً غذائياً للحيوانات والطيور طريقه حديثاً للزراعة في محافظة إدلب شمالي سوريا، وذلك بفضل الشاب “أيمن إبراهيم” المهجّر من ريف حلب، حيث بات أولّ مزارع يقوم بإدخال هذا النبات، وزراعته كبديلٍ عن الأعلاف التقليدية في المنطقة.
واجه مشروع “إبراهيم” في استزراع نبتة “الأزولّا” مصاعب عدّة حتى تمكن من زراعتها في المناطق المحررة؛ إذ كان لابدّ من شحنها من مصر إلى تركيا ومنها إلى إدلب؛ عبر البحر وعن طريق أحد الوسطاء وضمن زمنٍ محدد لم يتجاوز 4 أيام حتى لا تموت النبتة. وذلك وفق ما يشير إليه في حديث خاص لـ “اقتصاد”.
يقول “إبراهيم” إنّ “الأزولّا” نباتٌ سرخسي صغير يعيش على أسطح الأحواض المائية؛ ويحتوي على نسبة عالية من البروتين تتراوح بين 30 إلى 40 في المائة من وزنه الجاف، ويستخدم كذلك في التسميد العضوي. ويضيف: “تزرع (الأزولّا) لمرة واحدة وتتكاثر من تلقاء نفسها حسب المساحة المائية المخصصة للزراعة، وتعطي في المقابل إنتاجاً وفيراً جداً مدى الحياة، كما تستخدم بشكلٍ متزايد في الإنتاج المستدام للأعلاف فهي توفر 75 بالمائة من أعلاف الدجاج و50 بالمائة من أعلاف المواشي”.
وعن آلية زراعة “الأزولا”، يشرح “إبراهيم” مراحلها بالقول: “يتم تجهيز حوض الزراعة بارتفاع يتراوح بين 20-30 سم في مكانٍ يصل إليه ضوء الشمس بصورة غير مباشرة، ثمّ يتم تبطين الحوض بالمشمع وفرش طبقة تراب عليه بارتفاع 1-3سم وتكون مخلوطة بسماد سوبر فوسفات أو سماد بلدي رخيص كروث الأبقار أو الأغنام (وهو الذي يستخدمه إبراهيم) بشرط أن يكون جافاً تماماً وخالياً من أي أعفان حتى لا تكثر البكتريا الضارة التي قد تؤذي بعد ذلك الحيوانات التي سوف تتغذى على النبتة”.
ويردف: “بعدها يتم إضافة الماء إلى الحوض بارتفاع من 10 إلى 15 سم، وفرش النبات على وجه الماء ليتكاثر مع تأمين تغطية جزئية فوقه من أشعة الشمس بنسبة 50 بالمائة”.
ويبدأ إنتاج الحوض-كما يقول إبراهيم- بعد أسبوع إلى 10 أيام من زراعته التي تكون لمرة واحدة ويتجدد الإنتاج فيه مع متابعته الدائمة ويستوجب النبات بعد إخراجه من الحوض تجفيفه بالظل لمدّة 10 إلى 12 ساعة ومن ثم تقديمه للمواشي، هذا بالنسبة لـ”الأزولّا” الخضراء. أمّا الجافة فتحتاج لفترة زمنية تتراوح بين 15 إلى 20 يوماً، وكل 1 طن أخضر يعطينا 130 كيلو غرام جاف تقريباً وفي هذه الحالة تقل الطاقة قليلاً وهنا لابدّ من خلطها مع مواد علفية أخرى بنسبة 40 بالمائة مثل الشعير والذرة الصفراء والنخالة.
في الوقت الراهن؛ ينتج “إبراهيم” طناً واحداً يومياً من “الأزولّا” وذلك وفقاً لمساحة الأرض المزروعة لديه والتي تقدر بأربعة دونمات (4000 متر مربع)، ويبقى هذا الإنتاج على حاله طوال الأشهر الدافئة الممتدة من الشهر الثالث حتى الشهر الحادي عشر، أمّا في الأشهر المتبقية الباردة فيخف الإنتاج بمعدل طن واحد كل ثلاثة إلى أربعة أيام، وفيها يجب تغطية الأحواض بغطاء من النايلون.
فوائد متنوعة
تعد “الأزولّا” من النباتات الغنية بالبروتينات والأحماض الأمينية والمعادن المفيدة لإطعام وتغذية مختلف أنواع الماشية من أغنام وماعز وأبقار، بالإضافة إلى الدجاج والبط والأرانب والأسماك.
وبحسب تجربة “إبراهيم” فإنّ لـ”الأزولّا” فوائد أخرى منها: زيادة إنتاج الحليب والبيض واللحوم، وهي تقي الماشية من الأمراض وتقلل من استخدام المربين للأدوية، وتوفر عليهم أيضاً ما يقارب 70 بالمائة من تكاليف الإنتاج.
يسعى “إبراهيم” إلى زيادة استثماره بـ”الأزولّا” في الصيف المقبل؛ من خلال توسيع المساحات المزروعة لديه بما لا يقل عن 2 هكتار (كل هكتار يساوي 10 آلاف متر مربع)، وذلك من أجل توفيرها كعلف أخضر وبشكلٍ يومي وبأسعار زهيدة لأصحاب المواشي في المنطقة.