أعلن رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، الأربعاء، أن هدفه من تشكيل الحكومة هو وقف الانهيار الاقتصادي وإعادة إعمار بيروت، وشدد أنه لا تغطية على أحد في قضية انفجار مرفأ العاصمة.
وعقب لقائه مع البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي شمالي بيروت، قال الحريري: “أبلغت غبطة البطريرك أن الهدف ليس تشكيل حكومة كيفما كان، أو أن أكون أنا رئيسا لها، إنما الهدف هو وقف الانهيار (الاقتصادي) وإعادة إعمار بيروت”.
ووقع انفجار ضخم في مرفأ بيروت، يوم 4 أغسطس/ أب الماضي، ما أسقط نحو 200 قتيل، وأكثر من 6000 جريح، بجانب أضرار هائلة في أبنية سكنية ومؤسسات تجارية.
وفاقم الانفجار وتداعيات جائحة “كورونا” الوضع سوءا في بلد يعاني بالأساس من أكبر أزمة اقتصادية في تاريخه الحديث، ومن استقطاب سياسي حاد، في مشهد تتصارع فيه مصالح دول إقليمية وغربية.
وأضاف الحريري أن “هذا الهدف لا يتحقق إلا عبر القيام بالإصلاحات المتفق عليها (إدارية ومالية)، لإعادة تدفق التمويل باتجاه لبنان (مساعدات خارجية من الدول المانحة والبنك الدولي)”.
وقدم الحريري إلى رئيس الجمهورية، ميشال عون، الأسبوع الماضي، تشكيلة حكومية من 18 وزيرا من أصحاب الاختصاص، بعيدا عن الانتماء الحزبي.
إلا أن عون أعلن، الثلاثاء، اعتراضه على “تفرد” الحريري بـ”تسمية الوزراء، وخصوصا المسيحيين، دون الاتفاق مع رئاسة الجمهورية”.
وعن قضية انفجار مرفأ بيروت، قال الحريري: “أكدت للبطريرك إصرارنا على حق جميع اللبنانيين، وفي الدرجة الأولى حق الضحايا وأهاليهم، في معرفة كامل الحقيقة والمسؤوليات”، وأكد أنه “لا يوجد أي غطاء أو تغطية على أحد (من المتورطين).”
ووجه القضاء اللبناني، الخميس، تهمة “الإهمال والتسبب بوفاة أبرياء” إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال، حسان دياب، و3 وزراء سابقين، في قضية الانفجار.
إلا أن شخصيات لبنانية، بينها الحريري ومفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان، رفضت توجيه هذا الاتهام إلى دياب، واعتبرته استهدافا سياسيا لمقام رئاسة الحكومة، وتجاوزا للدستور ولقانون محاكمة الرؤساء والوزراء.
ووفق تقدير رسمي أولي، وقع الانفجار في عنبر 12، الذي قالت السلطات إنه كان يحوي نحو 2750 طنا من مادة “نترات الأمونيوم” شديدة الانفجار، كانت مُصادرة ومُخزنة منذ عام 2014.
وكان عون كلف الحريري، في 22 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بتشكيل حكومة، عقب اعتذار سلفه مصطفى أديب، لتعثر مهمته في تأليف حكومة تخلف حكومة دياب، التي استقالت بعد 6 أيام من الانفجار.