وتضمنت الدورة الحالية للمهرجان العديد من الأنشطة والفعاليات الثقافية والفنية ومنها عرض فيلم “لسه عم تسجل” لسعيد البطل وغياث أيوب وفيلم أنميشن بعنوان “سليمى” للمخرج “جلال الماغوط” وفيلم وثائقي بعنوان “ست قصص عادية” لميار الرومي-إنتاج العام 2007 وعرض مسرحي بعنوان “وقائع مدينة لا نعرفها” للفنانين “محمد آل رشي” و”وائل قدور” الي جانب معرض بعنوان “فن الشارع والثورة السورية” وثلاث حفلات إحداها لفرقة THE LAST POSTMAN المؤلفة من “محمد باز ولؤي قنواتي وبهيلة حجازي وحكمت القصار ومحمد موصللي”، وحفلة خاصة للفنان المقيم في برلين “أنس مغربي” وحفلة موسيقية أخرى شارك فيها الراير الفلسطيني “أسلوب” والمغني الفلسطيني السوري “أبو غابي” إلى جانب لوحات غرافيك لعدد من أيقونات الثورة السورية ومنهم “فدوى سليمان” و”باسل شحادة” و”نور حاتم زهرة” و”مي سكاف” و”عدنان الزراعي” و”زكي كورديللو” و”رزان زيتونة” وغيرهم، إضافة إلى ندوة بعنوان “السينما والتوثيق في سوريا”، التي أدارها “قتيبة برهمجي”، وشاركت فيها “سيسيل بويكس” المُحاضِرة في المدرسة العليا للعلوم الاجتماعية في باريس، إضافة إلى المخرج “محمد علي الأتاسي”، وندوة أخرى خصصت للحديث عن “الحركة المسرحية في سوريا”، أدارها الكاتب “عمار المأمون”، وشارك فيها “سيمون دوبوا”، الباحث في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في عمان/ الأردن.
باريس.. فعاليات ثقافية سورية تشعل الفضاء الافتراضي
“هناك أرض الحلم عالية” تحت هذا العنوان الشاعري الغني بالدلالات انطلقت منذ أيام فعاليات مهرجان Syrien N’est Fait” السنوي بنسخة افتراضية نظراً لظروف جائحة كورونا، وتضمن المهرجان الذي يقام في باريس كل عام العديد من الأنشطة المتنوعة مابين فن تشكيلي ومسرح وسينما وغرافيك ورقص تعبيري وندوات ثقافية وفنية.
وكان المهرجان الذي تنظمه شبكة We Exist! بالشراكة مع CODSSY (مجموعة من أجل التنمية والإغاثة السورية) قد بدأ دورته الأولى عام 2016، وذلك بمبادرة من منظمة ASML وهي منظمة فرنسية تعمل في مجال الإعلام وإلى جانبها عدد من الجمعيات المهتمة بالشأن السوري-كما يقول المسؤول الإعلامي “عمر الأسعد” لـ”زمان الوصل” مضيفاً أن الغاية من المهرجان كانت وما تزال تقديم المنتج الثقافي والفني السوري الملتزم بقضايا الحرية والعدالة للجمهور الفرنسي بالعموم سواء من المختصين والمهتمين بالمسألة السورية أو غيرهم، إضافة إلى أن المهرجان يعمل على ربط الإنتاج الثقافي والفني السوري بسياقه العالمي، وذلك للتأكيد على وحدة الإنتاج الثقافي وسماتها الإنسانية والكونية، مع الحرص على حضور المسألة السورية على الساحة الثقافية والفنية في فرنسا.
وفيما يتعلق بالمعايير الفنية والفكرية للأعمال التي يتم إدراجها في المهرجان أوضح المصدر أن المهرجان اعتاد كل عام على اختيار موضوع محدد لمعالجته وهذه السنة كان الموضوع “العدالة والتوثيق”، وحاول القائمون على المهرجان-حسب قوله- أن تكون الفعاليات المدرجة من معارض وندوات وعروض سينمائية مرتبطة بهذا العنوان العريض ألا وهو “العدالة والتوثيق”، كذلك وفي كل عام يطلب القائمون على المهرجان من مجموعة من المختصين والأكاديميين وذوي الخبرة المساعدة في تقديم وترشيح الأعمال التي يمكن أن تتناسب مع موضوع المهرجان وتوجهه الملتزم بقضايا الحرية والعدالة وحقوق الإنسان.
وحول دلالات ودوافع اختيار عبارة “هناك أرض الحلم عالية” شعاراً للمهرجان أشار الأسعد إلى أن القيمين على المهرجان اعتادوا خلال الدورات السابقة اختيار جملة شعرية أو عبارة تكتب على الملصق الرسمي للمهرجان، وتتناسب مع الموضوع الأساسي الذي يقاربه المهرجان في كل دورة، وهذه السنة كان الموضوع الأساسي أو ثيمة المهرجان هي مسألة “العدالة والتوثيق”، ولذلك ارتأوا اختيار عبارة “هناك أرض الحلم عالية” وهي عبارة مقتبسة من قصيدة “في الشام” للشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، ووقع الاختيار عليها لأن العدالة كانت واحدة من الأحلام الكبيرة والدائمة للسوريين خلال السنوات الماضية.
وعن تحول المهرجان إلى الفضاء الافتراضي بعد أن كان يقام بشكل فيزيائي بسبب ظروف كورونا وإلى أي حد أثر هذا الأمر على زخم المهرجان وحضوره أوضح المصدر أن المهرجان ما زال في طور تقييم التجربة الافتراضية لهذا العام، لكن بالتأكيد هناك الطابع “المهرجاني أو الاحتفالي” افتقدناه هذا العام.
وتابع أن “حضور فيلم وسط قاعة مليئة بالناس مختلف عن حضوره وحيداً على شاشة كمبيوتر، وهذا ينطبق على الحفلات الموسيقية أو الندوات أو العروض المسرحية، ربما هذا التفاعل الإنساني المباشر ما بين الجمهور والعمل الفني يمكننا أن نلاحظ غيابه مع النسخة الافتراضية.
ولم يخفِ الأسعد وجود صعوبات وتحديات في تجربة المهرجان وهي تتشابه مع كل الزملاء الذين يعملون في تنظيم الفعاليات والأنشطة الثقافية والفنية، خاصة في ظروف الأزمة الصحية العالمية، وضمن هذا الإطار فالصعوبات تتعلق –كما يقول-بالشؤون التنظيمية والإدارية والمالية عامة، ونحاول التغلب عليها بالعمل والاستمرارية.
وكان مهرجان “Syrien N’est Fait” قد أطلق العام الحالي موقعاً إلكترونياً خاصاً به وهو ما لم يكن متاحاً في السابق ولذلك هناك –كما يقول الأسعد – محاولة للانفتاح على تجارب فنية وثقافية سورية جديدة ومختلفة بكل تأكيد، إضافة إلى التوجه نحو الانفتاح على الأعمال الفنية والثقافية العربية المرتبطة بسياق الانتفاضات والثورات العربية في السنوات العشر الأخيرة.