نشرت صفحة منسوبة لعائلة “مجدي نعمة” المعروف باسم “إسلام علوش” والمعتقل لدى السلطات الفرنسية تسجيلاً صوتياً له يروي فيه تفاصيل الإعتداء عليه من قبل عناصر الأمن الفرنسي قبل اختفائه قسرياً مدة عشرة أشهر.
وروى “نعمة” في اتصال مع شقيقه “محمد” أنه كان يسير في الطريق الساعة 7 صباح يوم اعتقاله فجاء إليه شخص يلبس لباساً مدنياً، وقال له باللغة الفرنسية “Excusez -moi monsieur” (اعذرني سيدي)، ولم يعرف ماذا يريد منه، واعتقد أنه يريد سؤاله عن شيء ما، ولكن بطريقة غادرة -كما يقول- ودون سابق إنذار قام بلكمه على عينيه مباشرة ففقد القدرة على الإبصار، وهنا اجتمع عليه حوالي 40 عنصراً وبدؤوا بضربه أيضاً واعتقد أنهم عصابة تريد خطفه من أجل الحصول على فدية.
وأضاف الناطق السابق باسم “جيش الإسلام” في التسجيل المذكور أن الشخص الذي بادره بالضرب بدا وكأنه مدرب وضربه على عينيه مباشرة كي يفقد القدرة على الحركة أو التصرف.
وتابع أن الأشخاص المذكورين أوقعوه أرضاً وقاموا بتقييده من الخلف وبدؤوا بضربه من جديد بأيديهم وأرجلهم.
وكشف “نعمة” أن شخصين من المعتدين عليه أمسكوا بأعضائه التناسلية وبدؤوا بعصر كيس الصفن فبدأ يصيح بكل قوته وكان لا يزال مقيداً فقام أحدهم بوضع طاقية جاكيته على أنفه وفمه وبدأ يخنقه فأحس بأن روحه بدأت تخرج لتوقف نفسه عندما وجدوا أنه أوشك على الموت ولم يعد قادراً على الحركة حينها نزعوا الطاقية، وقاموا بسحبه إلى السيارة (شحط) -حسب تعبيره- وتم قذفه بين مقاعد السيارة.
وتابع “نعمة” إن عناصر الأمن الفرنسي أخذوه إلى منزله وبدؤوا يفتشونه دون أن يكفوا عن ضربه وتعذيبه وقام أحدهم بالتقاط صورة له وهو يضحك وكانت معاملتهم -حسب قوله- كمعاملة النظام لمعتقليه.
وأردف:”أخذوني بعد ذلك إلى قسم الشرطة ثم إلى المشفى وكنت في حالة يرثى لها حيث كان الدم ينزف من وجهي ويديّ دون أن أرى شيئاً إذ كنت لا زال مطمشاً”.
وأوضح أنه لم يستطع رؤية نفسه وما جرى له إلا بعد ثلاثة أيام وكان قبل ذلك يطلب من المحققة أن يرى نفسه على المرآة فترفض وقالت له أخيراً: “لا أنصحك” ولم يتوقف الدم عن النزف طوال فترة التحقيق.
واستدرك “نعمة” أن ما حصل معه منذ سنة ونصف لا زال ماثلاً في ذاكرته وكأنه يحصل الآن والذل الذي تعرض له آنذاك لم ير مثله في حياته، وختم نعمة أنه قال للمحققة إنه اشتكى على من قاموا بتعذيبه ففوجئ بها تقول له إن “النائب العام على دراية بطريقة الاعتقال”.
ويقيم “نعمة” في فرنسا بتأشيرة طالب بعد أن أعلن تركه لمنصبه ومهامه في “جيش الإسلام”، ثم وجهت تهم له بصفته مشتبها به بارتكاب جرائم وتعذيب ليعتقل على إثرها من مكان إقامته في مرسيليا.
ووجه القضاء الفرنسي العام الماضي تهماً عدة له منها ارتكاب جرائم حرب وتعذيب.