أجبر أهالي بلدة “قرفا” شمال مدينة درعا، نظام الأسد على ترحيل العشرات من ميليشيات “اللجان الشعبية” التي شكلها اللواء “رستم غزالي” قبل سنوات، وبقيت حتى اليوم تخدم الأسد في حربه ضد الشعب السوري على الرغم من قتل صاحبها على يد النظام ذاته.
وأفاد مراسل “زمان الوصل” بأن أهالي ووجهاء البلدة توصلوا لاتفاق مع النظام يقضي بترحيل الميليشيات المسلحة التي ارتكبت جرائم بحق أهالي المدينة من عمليات تصفية واغتيال مرورا بعمليات الاعتقال والخطف وانتهاء بعمليات تفخيخ منازل المحسوبين على الثورة وتفجيرها.
وقال إن أولى عمليات إخراج الميليشيات بدأت أمس الإثنين من البلدة إلى مدينة “إزرع”، مضيفا أن الترحيل بدأ بعائلتي المتزعمين للميليشيا وهما “اسماعيل الكايد”، و”معن الكايد”، كما نص الاتفاق على سحب السلاح غير الشرعي من أيدي لجان “رستم” وفتح ملف المعتقلين بشكل كامل ومحاسبة جميع من تورط باعتقال وتهجير وهدم منازل المدنيين في البلدة.
ونقل مراسلنا عن مصادر محلية قولها إن أهالي “قرفا” أمهلوا النظام 10 أيام لإخراج الميليشيات من البلدة، وإلا سيتم تشكيل مجلس عشائري بقوة تنفيذيه وإلقاء القبض على كل من تورط بهدم وتهجير وقتل أبنائهم، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن النظام طالب الأهالي بضبط أنفسهم وعدم التصعيد مقابل إعادة فتح ملف المعتقلين في سجون الأمن والمخابرات.
ووفقا للمصادر فإنه تم تسليم النظام قائمة تضم أسماء 100 معتقل، 80 منهم اعتقلوا قبل اتفاق التسوية في درعا عام 2018، و 20 شخصا بعد هذا الاتفاق الذي أفضى لسيطرة النظام على المحافظة.
ويتهم أهالي البلدة ميليشيا “اللجان” التي شكلها “رستم الغزالي” في بداية الثورة، بالوقوف وراء غالبية عمليات الاعتقال، كما قامت بتفجير عشرات المنازل في البلدة، تعود ملكيتها لمنشقين ومطلوبين للنظام بسبب مشاركتهم في الثورة السورية.
وبحسب المصادر فإن الحادثة هي الأولى من نوعها بعد اتفاق التسوية، حيث جرت العادة على ترحيل من يقف في ضفة الثورة من المدنيين، لكن هذه الحادثة تعتبر سابقة من نوعها حيث نجح الأهالي بالوصول إلى مطالبهم بترحيل شبيحة النظام بسبب موقفهم الثابت وتهديدهم الجدي للنظام بالتصعيد.
وأوضحت المصادر أن الشهور الأولى من الثورة شهدت انشقاق عشرات الضباط والعناصر عن جيش النظام وأجهزة الشرطة والأمن والمخابرات، من أبناء البلدة الذين انضم غالبيتهم إلى الجيش السوري الحر. وعلى الرغم من أن البلدة رفدت الثورة بالكثير من أبنائها، إلا أنه يعيش فيها الكثير من المحسوبين على حزب “البعث” والشبيحة و”اللجان الشعبية”، بقيت تحت سيطرة النظام منذ انطلاق الثورة، حيث حرم أهالي الثوار من الخدمات التي يقدمها النظام لموالاته من مساعدات غذائية ومراكز طبية وصحية.