أصبح تقسيم سورية على الباب، فبقاء النظام دون أي تغيير، وإظهار الدول الكبرى نفسها كعاجزة – وهي ليست عاجزة– عن مساعدة الشعب السوري، في تحقيق ولو (الحد الأدنى) من مطالبه، جعلها تحل القضية على حساب سورية الوطن والشعب والسيادة والمستقبل.
تقول المعلومات إنه في الوقت الذي سيقوم فيه النظام، بفتح الستارة لتشغيل مسرحية الانتخابات الرئاسية، حيث يبحث الآن عن كومبارسات، يقبلون بترشيح أنفسهم مقابل بشار الأسد (ليهزموا بالطبع)، وليقولوا في الإعلام إنهم سيصوتون (لسيادته)!! على طريقة (ندمان ياسيدي ندمان) المشهورة في برنامج “الشرطة في خدمة الشعب”!. في نفس هذا الوقت ستقوم انتخابات في شمال غرب سورية، وأخرى في شمال شرق سورية، لابل وهناك (الجنوب) الموعود بنفس (الموال) أي بإقامة منطقة مستقلة عن المركز أي دمشق. وهكذا تبدو الخلاصة الكارثية، في رحم المركز الذي يلد الكوارث تلو الكوراث، عن طريق التصميم على الاستبداد، والأنانية ولفعل أي شيء من أجل البقاء على الكرسي، فيلد هذا الرحم كارثة الحرب والموت، ثم كارثة الانهيار الاقتصادي الكامل، وهاهي كارثة تقسيم البلاد.
بعض المثقفين ممن نحترم عقولهم يقول ويسر لبعض معارفه: بأنه ليس في الإمكان أفضل مما كان!، بحيث إن لسان حاله يقول: دعونا نقيم نماذج حكم محترمة بعيدة عن المركز والوحدة ستأتي ولو بعد حين ! وبشكل أكثر توضيحاً يقول هؤلاء: بأن إقامة نماذج ديموقراطية، ونماذج حوكمة عادلة لإدارة هذه المناطق، سوف يؤدي لجعل الشعب السوري وحكومات العالم قادرة على إجراء المقاربات الضرورية، في الواقع السوري، وستأتي الوحدة فيما بعد.
والكلمة الفيصل ستكون للشعب، الذي سيختار الأفضل ويدعو للتوحد معه، لا بل ويراهن هؤلاء على ثورة ضد المركز الاستبدادي حينها، إذا رأى الشعب الأطراف وقد أقامت بالفعل قضاء عادلاً، وحوكمة حقيقية في إدارة المناطق، ولم تنتج حيتاناً سارقة للسياسة والاقتصاد كما فعل ويفعل المركز (النظام).
هي خمسة أو ستة أشهر تفصلنا عن الاستحقاق الرئاسي، وكما أشرنا فإن النظام يستعد من الآن باحثاً عن كومبارسات، والكل يعلم أنه قد فصل أصلاً القانون الانتخابي، على قياس بشار الأسد، بحيث إن على المرشح أن يكون مقيماً عشر سنوات في سورية! وأن يرشحه 36 عضواً في ما يسمى مجلساً للشعب، مع باقي الشروط التي فصلت على قد رأس النظام.
الخوف من كل هذا يكمن في سيناريوهات توصل البلد والشعب السوري المقهور الذي لا يفكر فيه أحد، ويعامل تماماً كما عومل الهنود الحمر يوماً، هو في استمرار القهر والفقر والمرض، في ما يعرف بـ(سورية المفيدة) أي مناطق حكم النظام، وفيها 15 مليون مواطن. حيث لا يمكن لأي عقل سياسي عارف أن يصدق بأن كل من يدعم النظام مالياً الآن سيستمر في دعمه، حيث يحتاج أسبوعياً لخمسين مليون دولار ليستمر دون أن يحمل الاستمرار على أفواه الناس!! حيث نرى الآن بأنه يفعل ويستمر انهيار الليرة، لأن ما يأتيه من دعم لا يكفي، الأمر الذي يشي بكواث خطرة في المجتمع. كما أن الخوف يكمن في رفض الوحدة مستقبلاً، حتى ولو حصل التغيير المنشود في المركز – خصوصاً عند الأكراد– إذا تنامى مشروع الإدارات الثلاث أو الأربع التي نتحدث عنها، وبالتالي نكون أمام كارثة تقسيم التراب الوطني السوري.
هذا ما يلد رحم المركز (النظام) وليس من ذرة ضمير. على صفحات “زمان الوصل” هنا ومنذ سنة تقريباً، دعوت لانتخابات ضمن صفوف المعارضة لانتخاب مرشح رئاسي، للشعب السوري كله، ومن قبل الشعب السوري في الشتات، وأعدت الاقتراح عدة مرات، وهأنذا أعيده، والأمر ليس مستحيلاً. تعالوا ننتخب مرشحنا للرئاسة في دمشق، وسوف نعتبره رئيساً علينا في الشتات، حتى تأتي لحظة النصر.