روسيا تُكثف اجتماعاتها مع قادة ميليشيات مسيحيين في ريف حماة وآثار مسروقة في كنيسة آيا صوفيا

كرمت القوات الروسية في قاعدة “حميميم” بقيادة العماد “ديميتري فاليريفيتش غلوشينكوف” يوم أمس الإثنين قادة ميليشيات “الدفاع الوطني” في مدن محددة بريف حماة الشمالي الغربي تحظى بدعم روسي، إضافة إلى قائد تشكيل عسكري جديد أنشأته روسيا في سوريا.
وخلال اجتماع تم عقده ظهر أمس داخل “حميميم” قلد العماد “غلوشيبكوف” ميداليات من الطراز الثاني في الجيش الروسي وأوسمة ورسالة تقدير وثناء لكل من قائد ميليشيا “الدفاع الوطني” في مدينة “محردة” المدعو “سيمون الوكيل”، وقائد ميليشيا “الدفاع الوطني” في مدينة “السقيلبية” بريف حماة الشمالي الغربي “نابل العبدالله”، وقائد “الدفاع الوطني” وعضو مجلس الشعب في مدينة “السلمية” المدعو “فاضل وردة”، والعميد الركن “صالح العبدالله” الملقب بـ”السبع” قائد اللواء (16 افتحام)، الذي شكلته روسيا في تموز/ يوليو العام الماضي في منطقة “تل الجراد” بالقرب من مدينة “مصياف” بريف حماة الغربي، وسلمته حينها العديد من المجنزرات والآليات العسكرية من قاعدة “حميميم” العسكرية، بالإضافة لاستقدام ما يزيد عن 23 عربة مدفعية فوزديكا عيار 122 ملم، و21 دبابة من الفرقة 18 في جيش النظام، وكتيبة من عربات الشيلكا تتبع للفرقة العاشرة سحبها اللواء من “كفربطيخ” و”داديخ” بريف إدلب الجنوبي الشرقي ونقلها إلى ملاك اللواء 16 في الموقع المذكور بريف “مصياف”، وإنشاء ثلاثة معسكرات في المنطقة، حيث يخضع عناصر اللواء إلى تدريبات مكثفة فيها في كل حين والآخر بإشراف ضباط من القوات الخاصة الروسية.
وسبق هذا التكريم بأيام قليلة زيارة لوفد ديني مسيحي روسي من قاعدة “حميميم” الجوية إلى مزرعة “نابل العبدالله” قائد ميليشيا “الدفاع الوطني” في مدينة “السقيلبية”، يترأسه كاهن قاعدة “حميميم” العسكرية الأب “ميخائيل”، وضباط من القوات الخاصة الروسية لتفقد أعمال البناء بكنيسة (آيا صوفيا) التي وضع حجر أساسها في تموز/ يوليو العام الماضي بدعم من مجلس “الدوما” الروسي، تبعها جولة داخل أحياء المدينة برفقة الأب ديمتريوس ماهر حداد.

*عمود أثري مسروق من تدمر

وأكد المحامي “عبد الناصر حوشان” عضو هيئة القانونيين السوريين لـ”زمان الوصل” بعد عدة صور حصلت “زمان الوصل” على نسخة منها أن “هناك عامود أثري وضع على أحد نوافذ كنيسة “آيا صوفيا” في مدينة “السقيلبية”، تمت سرقته من المواقع الأثرية في مدينة “تدمر” بريف حمص الشرقي، التي تنتشر فيها ميليشيات “الدفاع الوطني”، وتحديداً قوات “نابل العبدالله” الذي وكلته روسيا قبل 8 أشهر بمهمة تمشيط البادية مع قواته الممتدة من ريف حمص وصولاً إلى مدينة “البوكمال” بريف دير الزور شرق سوريا، من خلايا تنظيم “الدولة” برفقة مجموعات من ميليشيا “لواء القدس” الفلسطيني، و”الفرقة 25 مهام خاصة” التي يقودها “سهيل الحسن”.
وأضاف أن “حجارة الجدران أيضاً تم تعفيشها من بلدات ومدن تحوي على قلاع ومتاحف أثرية، ومنازل قديمة كمدينة “معرة النعمان” جنوب محافظة إدلب، وقلعة “المضيق” في سهل الغاب غرب حماة، والتي بسطت قوات النظام والميليشيات المساندة لها على الأرض سيطرتها عليها خلال الحملة العسكرية الأخيرة على منطقة خفض التصعيد الرابعة في (إدلب وما حولها)  نهاية عام 2019 والتي استمرت حتى الخامس من آذار/ مارس العام الماضي بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق نار بين الجانبين الروسي والتركي”.
وقال “حوشان” إن الزيارات المكثفة من الجانب الروسي والدعوات لقادة ميليشيات “الدفاع الوطني” في “السقيلبية” و”محردة” إلى قاعدة “حميميم” بين الحين والآخر، وعقد اجتماعات دورية شهرية مع جماعات دينية مسيحية في مناطق محددة، هي ذات بعد طائفي ديني متطرف ودق إسفين بين سكان ريف حماة الشمالي الغربي في المناطق المسيحية والمناطق ذات الأغلبية السنية، يقودها البطاركة الأرثوذكس الروس.
واعتبر أن بناء كنيسة “آيا صوفيا” في مدينة “السقيلبية” الذي جاء ردة فعل على فتح مسجد “آيا صوفيا” في مدينة إسطنبول التركية، دليل على الأهداف الروسية بزرع الفتنة بين أبناء البلد الواحد، بحسب وصفه.
وكان قائد القوات الروسية في سوريا قد دعا في 28 كانون الثاني/ يناير المنصرم كلاً من “نابل العبدالله” و”سيمون الوكيل” قادة ميليشيات “الدفاع الوطني” إلى احتفال أُقيم في قاعدة “حميميم” أثناء تدشين نصب تذكاري للطيار الروسي (رومان فيليبوف)، الذي قُتل في شباط/ فبراير/2018 عندما كان في طلعة جوية لتنفيذ غارات بمحيط إدلب، على متن قاذفة من طراز سوخوي 25 حينها استهدفت فصائل المعارضة السورية طائرته بصاروخ محمول على الكتف وأصابتها بشكل مباشر، ما اضطره للهبوط بمظلة على أطراف إدلب والاشتباك مع مقاتلي المقاومة السورية في محيط قرية “معصران” شرق إدلب أدى ذلك لمقتله، وبعدها بأيام تم تسليم جثة الطيار إلى روسيا بعد طلب تركيا من قوات المقاومة السورية.
وسبق أن اجتمع ضباط من القوات الخاصة الروسية منتصف كانون الثاني/ يناير العام الحالي مع جنرال إيراني عامل في مناطق ريف حماة الغربي، بعد دعوة وُجهت من قبل “نابل العبدالله” قائد ميليشيا “الدفاع الوطني” إلى مقره الكائن في مزرعته الخاصة على أطراف “السقيلبية” بحجة الاحتفال برأس السنة، سبقها بأسبوعين اجتماع للمذكور عُقد مع قائد القوات الخاصة الروسية في سوريا “ألكسندر تشويكو”، وقائد “الفرقة 25” في الجيش الروسي داخل مدينة “السقيلبية” مع زعماء ميليشياوييين آخرين ومسؤولين من الطائفة المسيحية في المنطقة.
وتشكلت ميليشيات “الدفاع الوطني” في مدينتي “محردة” و”السقيلبية” بقيادة كل من “سيمون الوكيل ونابل العبدالله” بعد انطلاق الثورة السورية بأشهر قليلة، وتم اختيارهما لاستخدامهما من قبل النظام لاستمالة أبناء المدينتين اللتين شارك عدد من أبنائهما في المظاهرات ضمن القرى والبلدات القريبة.

وشاركت الميليشيات في جميع معارك أرياف حماة الشمالية والشرقية والغربي مثل (تل صلبا، وبريديج، والبانة، والمغير، والحماميات، والجبين، وتل ملح، حيالين)، ومدن (قلعة المضيق وكفرنبودة) والاستيلاء على عدد كبير من المنازل والأراضي الزراعية ضمن المناطق المذكورة، وكل ذلك بحجة الدفاع عن مدينة “السقيلبية”.

Recent posts