تعاني مناطق سهل الغاب بريف حماة الغربي من تراجع كبير في الزراعة وتدهور الثروة الحيوانية التي اشتهرت المنطقة بتربيتها كالأبقار والجواميس والأغنام وغيرها.
يعد سهل الغاب من الأراضي الأكثر خصوبة وتزرع فيه جميع المحاصيل الشتوية والصيفية من خضار ومحاصيل علفية للمواشي كالقمح والشعير والبرسيم والذرة الصفراء والبيضاء.
وتراجعت نسبة الأراضي المزروعة بسهل الغاب بعد تقدم قوات النظام وسيطرتها على ما يقارب 3050 كم مربع بعد المعارك الأخيرة التي شهدتها المنطقة.
يقول “معتز المواس” وهو مساعد مهندس زراعي إن خسارة الأراضي ساهمت في تدهور تربية الحيوانات بسهل الغاب.
ويوضح “المواس” أن عدد قطعان الأغنام والماعز في مناطق السهل في الوقت الحالي لا تتجاوز ٤٠٠٠ رأس، و٣٠٠ رأس بقر، ويعود ذلك لعدة أسباب أهمها تراجع المساحات المزروعة وحالة عدم الاستقرار.
وعلى الرغم من قرار وقف إطلاق النار على جبهات محافظة إدلب الذي وقّع في شهر آذار/مارس من العام الحالي، إلا أن معظم قرى سهل الغاب لا تزال خالية ويعاني سكانها من إمكانية الوصول إلى أراضيهم لزراعتها بسبب الخروقات المستمرة من قبل قوات النظام.
يقول الباحث الزراعي “أنس أبو طربوش” في حديثه لـ “اقتصاد” إن استهداف قوات النظام المتكرر للأراضي أدى لشلل كبير في حركة الزراعة وخسارة محاصيل مهمة، كانت مصدراً رئيسياً لتربية القطعان، كما شكل غياب زراعة الخضار الصيفية والشتوية التي اعتاد الرعاة على إطعام مواشيهم من مخلفاتها بعد انتهاء موسمها كبديل عن الأعلاف، سبباً إضافياً لخسارة المزيد من قطعان المواشي مع ارتفاع أسعار الأعلاف الجاهزة.
ويوضح “أبو طربوش” أن هذ الأسباب دفعت مربي القطعان لبيعها لا سيما بعد اضطرارهم لثمنها إثر موجة النزوح التي أجبرتهم على ترك منازلهم.
وبحسب إحصائية صادرة عن مديرية زراعة حماة الحرة، فإن ثروة الغاب كانت تقدر بنحو 50 ألف رأس من الغنم والماعز و6500 رأس من البقر، ونحو 800 رأس من الجاموس. وقُدّرت نسبة الخسارة بنحو ٤٠٪ من العدد الكلي خلال الفترة الماضية.
وينتظر عشرات المربين في مناطق السهل فرصة استقرار لإعادة تنشيط مهنة تربية المواشي المهددة بكارثة أكبر في ظل غياب الدعم عنها، وضعف سوق التصريف، نتيجة اعتمادها فقط على السوق المحلية.