تفتحت عيون الإعلام الهولندي مؤخرا على شبيحة الأسد المقيمين بين ظهراني البلد الأوروبي الذي منح جميع من وصل أراضيه صفة اللجوء لمجرد ذكره أو تأكيده أنه سوري الجنسية، وذلك بعد انطلاق حملات كشف المجرمين الذين لم يكفهم المشاركة في سفك دم الشعب السوري دفاعا عن كرسي “بشار الأسد”، بل لحقوا ضحيتهم الهاربة من الموت وضيقوا عليها وفوق كل هذا فإن منهم من يتفاخر على العلن أنه كان من جنود الأسد في حربه ضد الشعب الأعزل.
وسيلة إعلامية هولندية أجرت تحقيقا صحفيا بالاعتماد على معلومات صحيفة “زمان الوصل”، تناولت فيه مجموعة قصص عن الشبيحة، ومنهم “عامر” الذي يعيش في إحدى القرى الهولندية الهادئة، وتعرف عليه عشرات اللاجئين مؤكدين أنه من أعتى شبيحة “دويلعة” قرب دمشق، شارك وشاهد على تصفية عشرات السوريين من أبناء غوطة وجنوب دمشق على الحواجز الأمنية والعسكرية.
وروى أحد اللاجئين حادثة عايشها على أحد الحواجز العسكرية في منطقة “دويلعة” بالعاصمة دمشق عام 2012، مؤكدا على أن مشاهد أكوام الجثث مازالت حاضرة بكل تفاصيلها في رأسه، ومثلها صورة الشبيح “عامر” عالقة أيضا في ذاكرته منذ ذاك الوقت.
وفي حادثة مروعة، يروي شاهد آخر كيف تمت جريمة تصفية صديقه على الحاجز ذاته المعروف باسم “الكباس”، وهو راكع على الأرض ويديه خلف رأسه، ويقول: “هكذا قتلوا صديقي.. غسلت جسده بنفسي.. اقتلعوا أحد أصابعه وأصيب برصاصة في مؤخرة رأسه.. لهذا السبب أعتقد أنه أعدم من الخلف ويداه على رأسه”، بينما اخترق جسده بـ13 طعنة.
ويضيف الشاهد: “عشية جريمة القتل، في صيف عام 2012، هرع الضحية إلى شرق دمشق لإنقاذ شقيقة زوجته، التي كانت محاصرة في “عين ترما”، وعندما وجدت طريقة للفرار في صباح اليوم التالي، رأت 7 جثث ملقاة عند نقطة تفتيش، كان أحدهم زوج شقيقتها الذي هرع لإنقاذها ولم يعرف أن الموت بانتظاره قبل الوصول إليها.
وأكد أن عناصر الحاجز منعوا ذوي الضحايا من استلام جثث قتلاهم قبل التوقيع على وثيقة تؤكد أن “الإرهابيين” هم وراء القتل، مشددا أن “عامر” المنحدر من عائلة مسيحية وصاحب الوجه المألوف في “دويلعة” كان من بين العناصر.
ووفقا للشاهد فإن “دويلعة” كانت مليئة بأمثال “عامر” الذي انضم إلى ميليشيات التشبيح الموالية للأسد، خصوصا ممن كانوا يقضون وقتا في الملاهي الليلية ويتاجرون في المخدرات ويرهبون الحي.
ويمضي الشاهد بالقول: “تلقيت رسالة عام 2015، مفادها أن عامر وصل إلى هولندا، مشيرا إلى أن صور الأخير بدأت تظهر للعلن على (فيسبوك) فبعد فترة قصيرة من وصوله، ظهر وهو يرتدي زيًا عسكريًا ويحمل مسدسًا، وفي صورة أخرى يظهر مرتديًا الجينز والأحذية الرياضية البيضاء في محطة مترو بأمستردام”.
يؤكد الشاهد أن “عامر” يعيش الآن في مقاطعة “جيلديرلاند”، وشارك قبل شهور في دورة للاندماج وهناك تعرف عليه المشاركون، وقال أحدهم: “فجأة لم يعد أحد يجرؤ على حضور الدورة التدريبية.. كنا خائفين من قول أي شيء. كما رفض مدرس الدورة التعليق بعد أن تم إبلاغه بالمشكلة بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية”.
ولفتت الصحيفة إلى أن المجلس النرويجي للاجئين تواصل مع “عامر” عبر الهاتف مرتين، وفي كلتا المناسبتين، أغلق الخط في غضون دقائق، لكنه زعم أنه كان يدافع عن “باب شرقي” وعن “دمشق والعالم العربي”، طالبا عدم الاتصال به، معتبرا أن “كل شيء انتهى بالنسبة له.. وليس من الضروري التحدث عن هذه الأمور، إذا كان لديكم شيء في متناول اليد، فقدموه إلى المحكمة”.