كشف فيلم وثائقي “إسرائيلي” عرضته قناة “كان 11” العبرية عن مدى تغلل المخابرات الإسرائيلية في نظام الأسد بحيث كانت تتنصت على مكالمات “حافظ الأسد” الذي اختلت قدراته العقلية في نهاية حياته وأصيب بـ”الخرف”.
الفيلم الذي اعتمد على معلومات استخباراتية وشهادات من كبار القادة الأمنيين والعسكريين، سلط الضوء على جانب كبير من حياة “حافظ الأسد” الذي حكم سوريا بالحديد والنار ومارس الترهيب والوحشية ضد خصومه.
وسلط الفيلم الذي حمل عنوان “حافظ الأسد.. رجل العصابة الذي سيطر على سوريا من دمشق وتصرف بوحشية ضد خصومه”، الضوء على حياة “حافظ الأسد” بدءا من هزيمة حزيران عام 1967 والتي مهدت لسيطرته على حكم سوريا مرورا بمشاكله مع أخيه “رفعت الأسد” وانتهاء بمساعيه لتوريث ابنه للسلطة.
وتحدث الفيلم عن عملية “أرجاز” التي تعني “القفص”، وهي التي أفضت لأسر 5 ضباط من الجيش السوري في لبنان ولم يهتم “حافظ الأسد” لأمرهم وإطلاق سراحهم رغم أن الفرصة كانت مواتية حينها للتفاوض عليهم مقابل أسرى من الجيش الإسرائيلي موجودين في سوريا.
ولفت الفيلم إلى أن “الأسد” عمل على تثبيت حكمه بعد حرب تشرين عام 1973، حيث حاصر دمشق بالقطع العسكرية وأرسل معارضيه إلى ما وراء الشمس، في حين رفع المقربين منه في المناصب، حيث أصبح أخوه “رفعت” يملك جيشا قويا وباتت جميع المطارات تحت إمرته.
وأكد الفيلم على أن جميع وحدات الجيش باتت في قبضة ضباط من الطائفة العلوية، فلا يملك أي ضابط مهما كانت رتبته العسكرية عالية الأمر في تحريك دبابة دون أوامر من المشرف العلوي في القطعة العسكرية.
وشدد الفيلم على أنه من السهل بالنسبة لـ”حافظ الأسد” قتل أعداد كبيرة من الذين يقفون بوجهه، فهو لا يثق بأحد بسهولة، كما أنه لا يتردد في إزالة الخصوم من طريقه أو حتى من يشك بأنه سيقف بطريقه يوماً ما.
ففي حماه التي دمرت بشكل هائل قتل عشرات الآلاف من المدنيين في شهر شباط/ فبراير 1982م، كما أن مجزرة سجن تدمر أظهرت أن الأسد لا قيود لحدوده المطلقة، ولا خطوط حمراء تقف في وجهه، حيث كل شيء بالنسبة له ممكن ومتاح للحفاظ على مصالح الطائفة العلوية.
وتطرق الفيلم لعمليات الاغتيال السياسي التي كان يديرها حافظ الأسد من أهمها عملية اغتيال الزعيم الدرزي اللبناني “كمال جنبلاط”، مشددا على أن عائلة الأسد الحاكمة في سوريا هي عائلة مافيا، فلا عجب في أن تتعامل مع من يقف بوجهها بوحشية.