أعلنت عدّة ألوية في فصيل “تجمع أحرار الشرقية” أحد أبرز التشكيلات العسكرية المنضوية في صفوف “الجيش الوطني” بريف حلب الشمالي ومنطقة “نبع السلام” شرقي نهر الفرات، يوم أمس الخميس، عن تعليق عملهم ضمن الفصيل بسبب ما وصفوه بـ”سياسة الاستبداد التي تتبعها قيادة الفصيل.
وجاء هذا القرار في صيغة بيان -وصل إلى “زمان الوصل” نسخة منه- صادر عن كل من ألوية “لواء صقور السنة، لواء القادسية، لواء الخطاب، لواء أهل الأثر، جماعة أبو قدري”، العاملة في صفوف “تجمع أحرار الشرقية”.
وأرجع البيان أنّ سبب تعليق عمل الألوية المذكورة هو “سياسة الاستبداد التي تتبعها قيادة الفصيل من انفراد بالرأي والقرار وتهميش القادة المؤثرين وقادة الألوية وعدم تلبية المتطلبات الشرعية التي أوردناها إلى قيادة التجمع وقوبلت بالرفض القاطع” وفقاً لما ورد في نص البيان.
كما طالب البيان بـ”تدخل تركيا وقيادات (الجيش الوطني) لحلّ الخلاف القائم والعمل على عدم التفريط بالتشكيلات الثورة التي قدمت مئات الشهداء والجرحى لتحرير الأراضي من التنظيمات الإرهابية”.
وعلمت “زمان الوصل” من مصدر عسكري خاص مقرب من تجمع “أحرار الشرقية”، أنّ الخلاف الحاصل حالياً في “أحرار الشرقية” وتعليق عمل بعض الألوية فيه، يعود في حقيقته إلى خلافٍ حول نظام جديد يتبعه قائد الفصيل “أبو حاتم شقرا” من أجل زيادة سيطرته الفعلية على الفصيل عبر تهميش قادة الألوية والمجموعات التابعة له وسحب صلاحياتهم الممنوحة لهم سابقاً. وأشار المصدر إلى أنّ “شقرا” اتخذّ العديد من الخطوات في سبيل ذلك في الفترة الماضية منها: حلّ عددٍ من الكتائب داخل الفصيل والاستعاضة عنها بتشكيل وحدات عسكرية جديدة تتبع له مباشرة، إضافةً لجلب ضباط تشرف على إقامة الدورات وحصر دوام العناصر ضمن المعسكرات.
وقدّر المصدر ذاته عدد عناصر الألوية التي علّقت عملها داخل “تجمع أحرار الشرقية” بنحو 500 عنصر، من أصل ما يقارب 1200عنصر، وهم بغالبتهم من العناصر القديمة المؤسسة للفصيل، فيما طلب بعضهم -كما يقول المصدر- الانضمام إلى فصائل أخرى في “الجيش الوطني”، إلاّ أنّ طلبهم لم يلق ترحيباً حتى اللحظة.
وشُكّل فصيل “أحرار الشرقية”، في تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2016، وشارك بالعمليات العسكرية ضد ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) إلى جانب الجيش التركي في مناطق “عفرين” و”تل أبيض” و”رأس العين”. وتعرض هذا الفصيل الذي ينتمي معظم عناصره إلى قرى وعشائر دير الزور، وأكثرهم من “القرعان” في “العشارة” و”الشعيطات”، لانتقادات كثيرة من ناشطين ومنظمات حقوقية دولية بسبب تورط عناصره في انتهاكات لحقوق الإنسان في منطقة “عفرين” شمالي حلب.