رشح عدد من منظمات حقوق الإنسان السورية والعربية المحامي “خليل معتوق” المعتقل لدى النظام منذ أكثر من ثماني سنوات لجائزة “فرونت لاين”، وكان معتوق 62 عاماً قد تعرض للاختفاء القسري على أحد الحواجز الأمنية التابعة للنظام السوري بتاريخ 2 / 10 / 2012 أثناء توجهه لمكتبه، ولا يزال مصيره ومكان اعتقاله مجهولا حتى الآن.
وشغل قبل اختفائه القسري منصب المدير التنفيذي للمركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية ورئيس هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا.
وتأسست “فرونت لاين ديفندرز” في دبلن عام 2001، بغرضٍ حماية المدافعين عن حقوق الإنسان الذين يواجهون الأخطار، وهم الأشخاص الذين يعملون بالطرق السلمية من أجل إحقاق بعض أو جميع الحقوق المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وتسعى “فرونت لاين ديفندرز” إلى التعاطي مع متطلبات الحماية التي يحددها المدافعون عن حقوق الإنسان أنفسهم.
وقالت المنظمات المرشحة لجائزتها وعددها 26 منظمة إن الزميل “خليل معتوق” لم يخش الاعتقال أبداً، بل كان يتوقعه، وبقي مؤمنًا ومخلصًا لرسالته في الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا.
وأردف البيان أن معتوق “لم يتوان لحظة واحدة في التطوع للدفاع عن أي معتقل سياسي أو ناشط حقوقي يسمع أنه تعرّض للاعتقال، ومنذ أواخر الثمانينيات وحتى تاريخ اعتقاله لعب دوراً بارزاً في الدفاع عن حقوق الانسان في سوريا، ولم تثنه كل التهديدات والاستدعاءات الأمنية التي كان يتعرض لها بين الحين والأخر عن مواصلة نضاله الحقوقي والإنساني الذي امتد لأكثر من عشرين عاماً دافع خلالها عن آلاف المعتقلين السوريين، إضافة إلى مئات من المعتقلين العرب لا سميا من الفلسطينيين واللبنانيين والاردنيين والعراقيين.
وأردف البيان إن “معتوق”، بإيمانه المطلق بقيمة الإنسان وحريته، وبجهوده الكبيرة التي بذلها في سبيل إعلاء راية حقوق الإنسان في سوريا حتى لحظة اعتقاله، أصبح اليوم يمثل ضمير كل سوري وسوريّة، وكل إنسان في هذا العالم يتطلع نحو الكرامة والحرية.
وأصبح أيضاً يمثل أيقونة الحق والشجاعة في مهنة المحاماة والدفاع عن حقوق المظلومين.
واستدرك البيان أن المحامي المغيب أمضى أكثر من عشرين عاماً من حياته، وهو يدافع عن المضطهدين والمعتقلين في سجون الأسد بصرف النظر عن آرائهم وانتماءاتهم وألوانهم وأجناسهم، هو الآن وعشرات الآلاف من المعتقلات والمعتقلين يحتاجون إلى دعمنا جميعًا لإنقاذهم من جحيم التعذيب والموت في معتقلات وسجون النظام السوري، ودفع ومازال يدفع أثماناً باهظة من حياته وحريته معتقلاً في سجون الأسد بسبب دفاعه الجريء عن حقوق الانسان في سوريا.
وختم البيان إن تكريم المحامي “خليل معتوق” يمثل تكريماً لجميع المدافعين عن حقوق الانسان في سوريا الذين يتعرضون اليوم لأبشع وأقسى عمليات الاضطهاد والملاحقة ويشجعهم على مواصلة النضال من أجل الدفاع عن حقوق الإنسان.
ومن المنظمات الموقعة على البيان “المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية، هيئة الدفاع عن معتقلي الرأي والضمير في سوريا، مجموعات ملفات قيصر Caesar Files Group، المركز السوري للإعلام وحرية التعبير، الشبكة السورية لحقوق الإنسان، المؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان (لايف)، المنظمة السورية لحقوق الإنسان (سواسية)، منظمة مساواة مركز دراسات المرأة musawa”.