يمثل مرض السرطان شبحاً مخيفاً في العالم كله ولكن شبحه مضاعف بالنسبة للاجئين السوريين في ظل تخلي مفوضية عن علاج المصابين بهذا المرض الخطير نظراً لتكاليفه الباهظة.
ويحتاج الكثير من مرضى السرطان إلى جلسات علاج بالكيماوي لا يستطيعون إجراءها لعجزهم عن تأمين تكاليفه كما هو الحال بالنسبة للفتى “علي عبد العال” (15 عاما) الذي يعاني من سرطان بدأ في العظم وانتقل إلى الرئة.
ويقطن الفتى السوري في مخيم “الأزرق” بعد فراره مع عائلته من بلدة “حوارين” بريف حمص الشمالي الشرقي إلى الأردن بتاريخ 26/4/2016 هرباً من الحرب.
وروى والد الطفل “عبد الكافي عبد العال” أن ابنه بدأ منذ 5 أشهر يعاني من ألم أسفل قدمه اليمنى وفي منطقة الكاحل، وبدأت قدمه بالتورم–كما يقول- وبعد عرضه على الأطباء وإجراء خزعة تبينت إصابته بالسرطان في العظم.
وتابع محدثنا أن الورم انتقل إلى الرئة بحجم 4 مم بسبب التأخر في علاجه لأن مفوضية اللاجئين رفضت علاجه بعد مراجعات عديدة لأنها لا تغطي حالات السرطان منذ سنوات نظراً لكلفتها العالية مما دفعه -كما يقول- إلى الاستدانة من الأصدقاء والمعارف، وتكلّف –حسب قوله- حوالي 9 آلاف دينار أردني خلال شهرين فقط من إدخاله إلى مشفى خاص بمدينة “إربد” لأن كل المستشفيات العامة والخيرية المجانية رفضت استقبال حالته وعلاجه كما رفضت مفوضية اللاجئين تغطية نفقات العلاج.
وكانت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أوقفت في شهر أيار مايو/2014، الدعم الطبي الشامل المقدم للاجئين السوريين في الأردن، بعد أن كان اللاجئ السوري في الأردن يستطيع الذهاب لأي مشفى حكومي أردني ليتم علاجه مجانًا، ومنذ ذلك التاريخ أصبح الملف الطبي للاجئين السوريين بيد جمعية “العون” الطبية بشكل كامل.
وأشار محدثنا إلى أن “علي” قطع حتى الآن مرحلة 50% من علاجه وحالته -كما أكد الأطباء- قابلة للشفاء ولكن ما يعوق إكمال العلاج هو تكاليفه الباهظة.
واطلعت “زمان الوصل” على تقرير طبي صادر عن مشفى الملك عبد الله الجامعي بتاريخ 6/12/2020 يشير إلى أن المريض “علي عبد الكافي عبد العال” يعاني من سرطان العظم المنتشر ويعالج في المستشفى بالعلاج الكيماوي، وهو بحاجة كذلك للجراحة والعلاج الشعاعي.
وأكد التقرير أن “علي بحاجة لمراجعة المستشفى –العيادات الخارجية– والدخول المتكرر للعلاج الكيماوي ومضاعفات العلاج الكيماوي لمدة لا تقل عن سنة”.
وكشف الأب أن “علي” (أكبر أبنائه الأربعة) خضع حتى الآن لخمس جرعات كيماوي ولا زال بحاجة لجرعتين ويتم إدخاله إلى المشفى كل 10 أيام، حيث يمكث فيه 5 أيام، علماً أن الجرعة الصغرى تكلف 1500 دينار والكبرى 2500 دينار وبعد انتهاء الجرعات سيقوم الأطباء بإجراء تقييم لجسده للتأكد إن كان المرض قد تقلص أم لا، وهناك احتمال كبير أن تُجرى عملية بتر لقدمه، وبعد البتر قد يخضع لعلاج شعاعي.
وتابع محدثنا بنبرة مؤثرة: “لا مشكلة في بتر قدمه إن كان ذلك سينقذ حياته”.
و-بحسب الموسوعات الطبية- فإن أورام العظام الخبيثة الأولية نادرة وتصيب الأطفال بشكل أكبر، ومن بين ألف حالة جديدة سنويا، و80 % من سرطانات العظام تظهر على شكل ورم عظمي يؤثر على العظام الطويلة في الركبة، وعظم الفخذ والساق وغالباً ما يتأثر الذكور أكثر من الإناث.