تمكن النازح السوري “محسن محمد خير الأمين” من ابتكار طريقة لتوليد الطاقة الكهربائية باستخدام التراب والخل والماء وينحدر الأمين من قلعة المضيق شرق سهل الغاب 1969 درس في كلية الحقوق بجامعة حلب إلى السنة الرابعة وانقطع بعدها عن الدراسة مع بدايات الثورة خوفاً على نفسه من اعتقال حواجز النظام له لأنه كان يكتب الشعارات للمتظاهرين كما يروي لـ”زمان الوصل” مضيفاً أنه كان يعمل في الزراعة في الفترة الفاصلة بين بدايات الثورة والنزوح ومع اجتياح النظام لبلدته بمساعدة الطيران الروسي.
عام 2019 نزح إلى الشمال السوري، ومنذ وصوله إلى مخيمات الشمال أصبح عاطلاً عن العمل كبقية النازحين ولمس –كما يقول- قساوة الحياة بسبب قلة فرص العمل للعمال العاديين وندرة الشواغر الوظيفية للمتعلمين بالتوازي مع انعدام المداخيل المادية وأهم خدمة غائبة عن البيوت –حسب قوله- هي الكهرباء.
وتابع محدثنا الذي يقيم في القرية القطرية في “سرجيلة” قرب الحدود التركية أن هذه الأوضاع المأساوية جعلته يفكر بطريقة لتوليد الكهرباء نظراً لمعاناته مع النازحين الآخرين في شراء ألواح الطاقة والبطاريات، لذلك بدأ –كما يقول- بالتفكير لإيجاد مدخل بسيط لحل مشكلة الكهرباء.
وتابع محدثنا أنه فكر في الشهر الثامن من هذا العام باستخدام طريقة عمل بطارية بغداد القديمة التي كانت تستخدم لطلاء المعادن قبل حوالي ألفي عام، وتنتج كهرباء بسيطة تتراوح ما بين 1 إلى 2 فولط. وأشار المصدر إلى أنه لجأ إلى تطبيق فكرة هذه البطارية على 4 عبوات ملأها بالتراب المجبول بالماء والخل واستخدم 4 بطاريات منتهية الصلاحية والشحن ووزعها على أقطاب سالبة وموجبة، ثم وصلها على التسلسل فحصل على 4 فولط أنارت لمبة “لد” وكانت فرحته وفرحة من حوله من النازحين كبيرة بنجاح التجربة.
ولم تتوقف محاولات الأمين عند هذه المرحلة بل قرر إكمال المغامرة-كما يقول- بتكبير الأوعية وزيادة عددها ووصلها أيضاً على التسلسل فحصل على كهرباء وصل توترها أو جهدها المنتج إلى 16 فولط في حال الراحة وما بين 6-12 فولط في حال التشغيل كانت كافية لإنارة لمبة بحجم الليرة في مرحلة أولى ومصباح 12 فولط في مرحلة ثانية وبشكل غير مسبوق، كما يؤكد. وحول آلية هذا الابتكار وكيف يعمل أوضح الأمين أنه استند في ابتكاره إلى اعتبار كل عبوة هي تقليد أعمى لعمل بطارية بغداد.
وأضاف عليها عملية الوصل على التسلسل لرفع فولتيه التيار فنجحت التجربة، واستدرك أن المبدأ العلمي الذي استند إليه هو أن التراب جملة معادن مختلفة الشحنة والخل هو محلول “كهرليتي” كما تعلم في المدرسة سابقاً، ومع وضع قطب الكربون (الموجب) من جهة وقطب التوتياء (السالب) من جهة أخرى بنفس الوعاء سيتولد فرق في الكمون بين الطرفين فيندفع التيار الكهربائي في الأسلاك.
وعبر المبتكر الخمسيني عن حلمه بتعميم التجربة على المخيمات لتعليم النازحين توليد الكهرباء بهذه الطريقة وبنفس الوقت ستكون الدورات ساحة اختبارات جديدة كاستخدام صفائح توتياء أكبر وقضبان كربون أطول وأوعية أكبر مع استخدام حمض الكبريت مثلاً، وفي مراحل لاحقة يمكن، كما يقول. استخدام الرمل النبكي أو الصحراوي باستخدام فرق الحرارة بين وعائين كبيرين كتطوير لتجربة المصريين على أوعية صغيرة لتكون النتيجة أكثر فاعلية. ويشار إلى أنه يمكن إنتاج طاقة كهربائية نظيفة من الرمال الساخنة فحبيبات الرمال تتحول إلى حبيبات زرقاء شبه معدنية تسمى (Si)، قادرة على الالتصاق بإلكترونات الجسيمات الأخرى. وتقوم طاقة الرمال في هذه الحبيبات بدور الوسيط في نقل الطاقة المنبعثة من أشعة الشمس. وهو نظام منخفض التكلفة، يتكفل بتجميع الحرارة ونقلها وتخزينها.
وتنتقل حبات الرمل الباردة من الخزان العلوي إلى الخزان السفلي، تسلط أشعة الشمس على الرمال الباردة المتساقطة من أعلى عن طريق عدد من المرايا.
وأعرب محدثنا عن أمله بأن تتبنى منظمة ما تعميم واستثمار فكرته العملية هذه، أو دعمه لمواصلة تطويرها بأدوات وإمكانيات أفضل، علماً أنه لم يتلقّ أي عرض حتى الآن لاستثمار هذه الفكرة أو إدخالها حيز التشغيل التجاري رغم حاجة مخيمات النزوح الماسة للطاقة الكهربائية آملاً من المختصين –كما يقول- دراسة الفكرة والبت بجدواها قبل استثمارها.