أنقرة تقرر مواراة الشيخ الصابوني بجوار حامل راية الهوية الإسلامية لتركيا

عطفا على المكانة العلمية الكبيرة التي تمتع بها “الشيخ محمد علي الصابوني”، فقد تولت الرئاسة التركية تنظيم مراسم دفنه، حيث من المقرر أن يصلى على جثمان العالِم في أعرق مساجد اسطنبول (جامع الفاتح)، قبل أن يتم مواراته الثرى بجانب حامل راية عودة تركيا إلى هويتها الإسلامية، السياسي البارز ورئيس وزراء تركيا الأسبق “نجم الدين أربكان”.
وتوفي الشيخ الصابوني، يوم الجمعة 19 آذار الجاري، في “يالوفا” التركية، عن عمر يتخطى 90 عاما، قضى قسما كبيرا منها في تأليف الكتب المتعلقة بالقرآن الكريم والأحاديث الشريفة، حتى استحق لقب “خادم الكتاب والسنة”.
الشيخ المولود عام 1930 بمدينة حلب، لم يضع بصمته فقط في ميدان التأليف، بل وضعها وبقوة في ميدان الكلمة الحرة، معلنا تأييده العلني والواضح للثورة السورية، ليكون بذلك شيخ قول وعمل، خلافا لمن أزرى بهم تدينهم البارد من “مشايخ”، اختاروا أن يقولوا ما لا يفعلون، ووقفوا في صف قاتل السوريين، أو صمتوا على جرائمه، بذريعة نأيهم عن “الفتنة” كما يرون.
وقد تتلمذ ما لا يحصى على مؤلفات الشيخ الصابوني ودروسه، لاسيما من قرأوا كتبا من أمثال صفوة التفاسير، من كنوز السنّة، روائع البيان في تفسير آيات الأحكام، موسوعة الفقه الشرعي الميسر، التفسير الواضح الميسر.. وغيرها الكثير من المؤلفات التي كرس لها الراحل عمره وجهده.
أما نجم الدين اربكان، الذي سيدفن الشيخ الصابوني بجواره، فهو يعد الأب الروحي للسياسيين الذين اختاروا إعادة الوجه الإسلامي لتركيا منهجا لهم، وفي مقدمتهم “عبدالله غول” و”أحمد داوود أوغلو”، وبلا شك “رجب طيب أردوغان” الذي لم يتردد في وصف أربكان بـ”المعلم”.

وبخلاف المشهور عنه من سيره في ركاب الأحزاب الإسلامية الهوية، وتوليه لرئاسة وزراء تركيا، فإن “أربكان” واحد من أعلام هندسة المحركات، حيث درس هذا الاختصاص في ألمانيا، وبرع فيه، وقدم خلال عمله ضمن هذا الميدان إسهامات متميزة.

Recent posts