إدلب.. أجواء الضباب المثالية لنمو الفطر لم تكفي لرحلة البحث عنه

يحاول “أسامة” الحصول على نبتة الفطر بالبحث عنها على أطراف التلال الصغيرة التي تحيط بخيمته بمنطقة “صلوة” شمال محافظة إدلب.

تبدو رحلة البحث لـ “أسامة” صعبة جداً لقلة الأحراش في تلك المناطق والتي تحول معظمها لمخيمات سكنية.

اضطر “أسامة” لترك منزله بقرى جبل شحشبو بعد المعارك التي شهدتها المنطقة حيث كان لفصل الشتاء في قريته طقسه الخاص، وكانت رحلة البحث عن الفطر أبرز ما يميزه.

 يقول “أسامة”: “لا أعرف الأماكن التي ينمو فيها الفطر بعيداً عن قريتي، رحلتي لجمع الفطر هذا العام لم تكن موفقة”.

شهدت مناطق جبل شحشبو وجبل الزاوية، منذ عدة أيام، أجواء مثالية لنمو الفطر، حيث تشكل الضباب الكثيف، وكانت الرطوبة عالية، وهي البيئة المناسبة لنمو نبتة الفطر وتكاثرها بين الأحراش الجبلية والمروج وتحت الأشجار والصخور.

امتنع “علاء” وهو من سكان جبل الزاوية عن جمع الفطر لهذا العام مع أنه يرى الكثير من أنواعه تغزو الأراضي بالقرب من منزله معللاً ذلك بقوله “متعة البحث بالرحلة مع الأصدقاء، وقرى الجبل اليوم تبكي أهلها”.

ويقول “علاء” إن نبتة الفطر في هذه الأوقات كانت تشكل طبقاً رئيسياً على الموائد لفوائدها الكثيرة، وتوفرها بشكل كبير.

تعتبر منطقتي جبل شحشبو وجبل الزاوية من أهم المناطق التي ينتشر فيها الفطر بحسب المهندس الزراعي “عبدالوهاب العلي”.

ويقول “العلي” إن أشهر أنواع الفطر التي تنمو في تلك المناطق هي الفطر الأبيض البري، وفطر عيش الغراب، والفطر الغزلاني “فطر الغزال”، والمحاري (الحملص).

كما تُعرف لنبتة الفطر أنواع سامة، يسهل تمييزها عن الفطور الصالحة للطعام نتيجة الخبرة المكتسبة عند الأهالي كما يقول “العلي”.

وكانت رحلة جمع ثمار الفطر تشكل مصدر دخل لبعض العوائل من سكان ريف إدلب الجنوبي، فهو نبتة محببة للكثيرين لمذاقه الطيب وغناه بالبروتين حيث يعد بديلاً مناسباً عن اللحوم.

حضرت أجواء الضباب ودرجات الرطوبة التي ساعدت على نمو الفطر، بينما غابت الرحلات التي تبحث عنه مع غياب الأهالي عن مناطقهم في ظل أجواء الحرب والمعارك التي اضطرتهم لتركها.

Recent posts