جدد قاضي التحقيق في محكمة العدل الاتحادية الألمانية الحبس الاحتياطي للطبيب السوري علاء الموسى الذي تورط في جرائم قتل وتعذيب أثناء خدمته في شعبة المخابرات العسكرية السورية في مدينة حمص قبل دخوله إلى ألمانيا في عام 2015، وفقا لبيان صادر عن مكتب المدعي الاتحادي.
واعتقل الموسى في 19 حزيران / يونيو الماضي بناء على مذكرة توقيف من قاضي التحقيق في محكمة العدل الاتحادية في ولاية هيسن، وقد مثل مجددا أمام قاضي التحقيق في 9 ديسمبر 2020، الذي أصدر مذكرة توقيف مطولة في 16 ديسمبر 2020، وأمر بتمديد فترة الحبس الإحتياطي.
وتشير الادعاءات وشهادات ضحايا التعذيب إلى ارتكاب الموسى جرائم ضد الانسانية أثناء خدمته في سجن تابع للمخابرات العسكرية؛ حيث قتل أحد المعتقلين، وقام بتعذيب 18 معتقلا آخر، كما ألحق ضررا جسديا ونفسيا جسيما بأحد المعتقلين أدى إلى حرمانه من القدرة الإنجابية، وفقا لبيان المدعي العام الاتحادي.
وبحسب القوانين الألمانية، فإن هذه الجرائم تندرج ضمن الجرائم الجنائية المتمثلة في القتل العمد، والإيذاء الجسدي الخطير والجسيم، وكذلك الحرمان من الحرية الذي أدى إلى الوفاة، بحسب المدعي العام الاتحادي.
فيما يلي تفصيل للجرائم وطرق التعذيب التي ارتكبها الموسى كما وردت في مذكرة التوقيف الصادرة في 16 ديسمبر؛ حيث تم توجيه الاتهام الرئيسي للموسى بالوقائع التالية:
بدأ النظام السوري بحلول نهاية أبريل 2011، على أبعد تقدير، في استخدام العنف الوحشي لقمع جميع أنشطة المعارضة التي كانت تنتقد الحكومة في جميع المجالات. ولعبت المخابرات السورية دورا أساسيا في ذلك.
كان الهدف وقف حركة الاحتجاج بمساعدة المخابرات في أسرع وقت ممكن وترهيب السكان. ولهذا الغرض، تم القبض على أعضاء معارضة حقيقيين أو مزعومين واحتجازهم وتعذيبهم وفي بعض الحالات قُتلوا دون سند قانوني في جميع أنحاء البلاد.
عمل علاء الموسى طبيباً في سجن المخابرات العسكرية في مدينة حمص. في الحالات التالية قام بتعذيب مدنيين كانوا محتجزين في سجن المخابرات العسكرية بحمص أو المستشفى العسكري هناك؛ حيث كانت تهمة المعتقلين المشاركة في أنشطة تنتقد النظام، ولا سيما المظاهرات، أو لمجرد كونهم من أحد الأحياء أو الضواحي المحسوبة على المعارضة.
1- اعتبارًا من 23 تشرين الأول (أكتوبر) 2011 ، تم إلقاء القبض على الضحية (A) وشقيقه وأحد معارفه في مقر الإدارة 261 التابع لجهاز المخابرات العسكرية، وتعرضوا لمعاملة سيئة عدة مرات. من بين أمور أخرى، ضرب المتهم الضحية (A) على وجهه، وضربه بأنبوب بلاستيكي وركله في رأسه. بعد أن تدهورت صحة الضحية إلى حد كبير – بسبب نوبة صرع عانى منها أثناء وجوده في السجن – أعطى المتهم قرصًا له. ثم لم تظهر ردود أفعال أخرى وتوفي خلال النهار… (هذه الشهادة انفردت بها زمان الوصل، بعد ذلك توجه الشاهد إلى القضاء).
2- في صيف 2011 ، قام علاء الموسى. بصب الكحول على الأعضاء التناسلية لطفل يبلغ من العمر 14 أو 15 سنة ما أدى لإلتهاب حاد، نقل على أثره الصبي، الذي كان يصرخ ويبكي من شدة الألم، إلى قسم الطوارئ في المستشفى العسكري في حمص.
3- في نهاية تموز/ يوليو 2012 ، أساء المتهم واثنان آخران معاملة أحد السجناء. من بين أمور أخرى ، لكموه وركلوه في كل مكان وعلقوه في السقف. بعد حوالي أسبوع، سكب المتهم سائلًا سريع الاشتعال على يد السجين وأشعل فيها النار. ونتيجة لذلك، أصيب بحروق. امتدت جلسات التعذيب للمعتقل إلى عشر جلسات إضافية بحضور الموسى وزملائه الاثنين.
4- بعد إصابة سجين آخر بعدة جروح في ذراعيه وساقيه بسبب سوء النظافة الصحية، نُقل إلى المستشفى العسكري في حمص منتصف عام 2012. بعد أيام قليلة من وصوله، ذهب المتهم إلى زنزانته وشتمه وضربه بهراوة. ثم داس على الجرح المتقرح في مرفقه بحذائه وخرج من الجرح دم وقيح. بعد ذلك قام علاء الموسى بوضع مطهر كحولي في جرح السجين وأشعل النار فيه، ثم ركله السجين في وجهه، مما ألحق أضرارًا بالغة بثلاثة أسنان، ما اضطره لاحقا لتعويضها بطرف اصطناعي. قام المتهم بضرب الضحية مرة أخرى بالهراوة في كل مكان من جسده حتى أغمي عليه جراء ضربة في الرأس.
5- بعد أيام قليلة دخل المتهم زنزانة ضحية التعذيب المذكور أعلاه؛ حيث تواجد الضحية (O) مع حوالي 20 سجينًا آخر هناك، وتم تكبيل أيديهم جميعا خلف ظهورهم. وقام الموسى مستخدما هراوته بضرب الجميع بما فيهم الضحية (O) الذي دافع عن نفسه من خلال توجيه ركلات للموسى، ولكن المتهم ضربه بهراوته ومن ثم استعان بأحد الممرضين لتثبيت الضحية على الأرض، وبعد ذلك بوقت قصير، حقن الموسى يد الضحية بمادة قاتلة، توفي على أثرها في غضون دقائق قليلة.
تابع المواد المنشورة عن المتهم أدناه:
شهادة جديدة ضد الطبيب “علاء الموسى” المتهم بجرائم حرب في سوريا