الخبز السوري في قونية التركية.. محاولات لاحتكار السوق وإخراج المنافسين

أعلنت بعض محلات السمانة السورية في ولاية قونية التركية، خلال الأسبوع الفائت، أنه اعتباراً من صباح يوم الخميس الموافق لـ 5 شباط الجاري، سيتم بيع مادة الخبز على السعر القديم 3 ربطات خبز بـ 5 ليرات تركية.

 وأشارت صفحات مختصة بالشأن السوري في قونية، إلى أنه يوجد إعلان من إدارة أحد الأفران السورية في المدينة يؤكد ذلك. وكعادتها في كل مرة، تنتشر دعوات المقاطعة على وسائل التواصل الاجتماعي، ضد الأفران التي ترفع الأسعار.

 ورغم أن الحكومة التركية أعلنت أنها ستقوم بفرز عناصر من الأمن لمتابعة أسعار المواد الغذائية في تركيا كي لا يقع المواطنون ضحية لها، مع التلويح باتخاذ إجراءات عقابية بحق من يرفع الأسعار بغير حق، وفي اليوم الموعود (5 شباط) بدأ توزيع الخبز في دكاكين السوريين، لتكون المفاجأة بأن ربطة الخبز المعلن عن تخفيض سعرها، قد تم إنقاص وزنها أيضاً. مما يعني أن سعر الخبز لم ينخفض عملياً.

ووفق مصادر محلية في قونية، فقد انخفض وزن ربطة الخبز المُنتج من أبرز الأفران السورية، من 500 غرام إلى أقل من 400 غرام.


وللتأكد واستطلاع الأمر، توجه مراسل “اقتصاد” إلى عدة محلات سمانة سورية في قونية، وقام بشراء الخبز من أكثر من محل ومن مختلف الأنواع، وقام بوزنها، ليظهر ما يلي:

يوجد نقص وزن في كل ربطات الخبز التي تحمل علامة (الكرزة واريما ولونا)، وذلك بالرغم من أنه مسجل على كيس ربطة الخبز “كرزة” أن الوزن 400 غرام، لكن الوزن ظهر أقل من ذلك، بمقدار تراوح بين 20-30 غرام في كل ربطات الخبز. وتُباع كل 3 ربطات بـ5 ليرات تركية. ومثله أيضاً خبز “اريما” -مسجل على ربطة الخبز 450 غرام- لكن وزنها الفعلي 400 غرام، وتُباع كل 3 ربطات بـ5 ليرات, وأيضاً ينطبق ذلك على خبز ماركة “لونا”، مسجل على كيس الخبز الوزن 450 غرام، لكن وزنها الحقيقي400 غرام، وتُباع 3 ربطات بـ5 ليرات تركية.


وقام مراسل “اقتصاد” بالتوجه إلى أحد فروع سوبرماركت “البيم=BIM” في قونية التركية التي يزودها صاحب نفس العلامة التجارية (كرزة) بالخبز السوري بوزن 500 غرام وبسعر 2.25 ليرة تركية. وباحتساب الفرق في السعر والوزن، وجدنا أن سعر الخبز من نفس الماركة متقارب جداً، بين المُباع في المحلات السورية، وبين ذلك المُباع في “البيم”.


آراء سوريين في قونية
وهنا ننقل آراء لبعض السوريين المقيمين في قونية، حول تفسير ما سبق. حيث يرى بعضهم، ومنهم (محمد. ه) أن “ما جرى هو عملية مضاربة ومحاولة إخراج الأفران المنافسة الجديدة من السوق ودفع أصحابها إلى الإفلاس وخاصة أصحاب الأفران التي لا ينسق أصحابها معهم في عملية استغلال السوريين”، حسب وصفه.

 وفي نفس الاتجاه، قال اللاجئ السوري المقيم في قونية، (م، ا): “القصة مو قصة حكومة، القصة هي اتفاق أهل الجشع الطماعين على بعض الأفران المنافسة متل فرن (شما) الي نزل جديد ع السوق لينافسهم، والدليل إنهم نزلوا من وزن الربطة مية غرام لحتى يكسروا صاحب هالفرن بعد ما انتشر خبزه بقونية بشكل كبير وأغلب السوريين صارت تاخد من هالخبز”.
 
وهنا يبرز السؤال الهام: لمَ يعيش السوريون حالة استغلال من أغلب أصحاب أفران الخبز السوري في تركيا بشكل عام؟، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا تتدخل السلطات التركية لمحاسبة المخالفين والمستغلين منهم، رغم تكرار وانتشار هذه الحالات؟! فلا تكاد تمر بضعة أشهر حتى يبرز الجدل حول الخبز السوري والتلاعب في الوزن والأسعار، وفي كل مرة تشهد وسائل التواصل الاجتماعي دعوات لمقاطعة الأفران والخبز السوري بشكل عام في كل تركيا، مع دعوات لدعم البعض منهم ممن بقي محافظاً على السعر والوزن المقبول من جانب السوريين في تركيا. فهل حقاً يوجد تنسيق بين بعض الأفران التي تعمل على إنقاص وزن ربطة الخبز وزيادة السعر؟

أغلب الآراء التي استطلعناها تقول إن هناك بالفعل محاولات لاحتكار السوق من البعض، والضغط لإجبار الأفران المنافسة على الانضمام إليهم في استغلال السوريين، وسط مخاوف من أن تنضم باقي الأفران الى جوقة المستغلين، بعد فترة من الزمن، حسب وصف أكثر من شاهد عيان تحدثنا إليه في قونية التركية.

Recent posts