يبدو مصلح المولدات الكهربائية في إدلب “أبو أحمد” منهكاً، بسبب كثافة طلب السكان على التصليح. مستخدماً شريطاً لاصقاً أبيض اللون، يسجل الرجل اسم كل زبون على المولد الخاص به. فإدلب اليوم بأمس الحاجة إلى بديل عن الطاقة الشمسية التي تعتبر الوسيلة الرئيسة للحصول على الكهرباء.
انقطع التيار الكهربائي عن إدلب منذ سنوات وذلك إثر وقوعها بيد الثوار. وفي الأمس قالت شركة محلية، تحتكر ملف الكهرباء في المنطقة؛ إنها وقّعت عقداً لاستجرار الكهرباء من دولة صديقة مجاورة. لكن التيار الكهربائي لايزال منقطعاً!!
بديل مكلف
تتكون الوسيلة الحالية التي يعتمدها أكثر من مليوني نسمة في إدلب، من ألواح طاقة شمسية مثبتة على الأسطح، تتصل بمدخرة لحفظ الطاقة. ويبدي العديد من السكان أسفهم من أن هذه الوسيلة غير ناجحة شتاء؛ لأن الغيوم تمنع أشعة الشمس من الوصول إلى الألواح. يقول “أبو عبدو” أحد السكان، إن هذا السبب يجعلهم يلجؤون “إلى المولدات الكهربائية الصغيرة والكبيرة كل سنة من بداية الشتاء وحتى حلول الربيع”.
تعمل المولدات الكبيرة على الديزل، وهي باهظة الثمن. لذلك لجأ سكان كل حي إلى اعتماد مولدة واحدة تكون ملكاً لأحد المستثمرين. “هذه الوسيلة غير كافية”، يوضح “سعيد” الذي يسكن في ريف إدلب. فـ “الاشتراك الشهري لا يزود المنازل بأكثر من ساعتي كهرباء يومياً”. وهذا هو السبب الذي جعل المئات، يعتمدون أيضاً على المولدات الصغيرة، التي تعمل غالباً على البنزين. وتتصف بثمنها الأرخص، وأعطالها الكثيرة، وكلفة عالية للتشغيل.
شهر الحرمان
تزداد المعاناة أثناء المنخفضات الجوية الطويلة. إذ سرعان ما تنفد شحنة المدخرات، وتمنع السحب المكتظة في السماء، ألواح الطاقة الشمسية من الحصول على ضوء الشمس. وتعيش إدلب ليلها في ظلام حالك. ولا تفلح جهود الأشعة المتهالكة لـ “الليدات” العاملة على طاقة 12 فولط، في تبديد الظلام.
يقول “أمجد” وهو شخص آخر يعيش في المنطقة؛ إنه بات يكره فصل الشتاء بسبب غياب الكهرباء. فهو من محبي مشاهدة التلفزيون، وهو أحد الوسائل الأقل شيوعاً في المنطقة بسبب احتياجه لكمية كبيرة من الطاقة الكهربائية. “بصعوبة نتمكن من شحن الموبايلات أما التلفزيزن فلا يعمل إلا خلال ساعتي الاشتراك”.
لا معلومات حول الكهرباء التركية
في شهر مارس/آذار الماضي زفت “المؤسسة العامة للكهرباء” إلى سكان إدلب نبأ ساراً. الشركة وقعت عقداً مع شركة كهرباء تركية لاستجرار الكهرباء التركية خلال ثلاثة أشهر. ويقول سكان، إن أعمال التوصيل التي يبدو أنها تسير ببطء شديد؛ لم تنته حتى اليوم.
خلال طلب أرسله “اقتصاد” إلى “المؤسسة العامة للكهرباء”، للتعليق حول تأخر هذه العملية؛ فضلت الشركة عدم الرد. تحتكر هذه المؤسسة إيصال التيار الكهربائي إلى المنازل، كونها كانت -وربما لاتزال- تتبع لأقوى فصيل عسكري في إدلب، وهو “هيئة تحرير الشام”. وهذا يجعل من إمكانية الحصول على معلومات دقيقة حول هذه القضية، أمراً عسيراً.