الصدى الحقيقي للتطبيع.. إسرائيليون يرون في دبي أكبر بيت بغاء في العالم

· قدوم العاهرات إلى المدينة، لم يتوقف حتى في زمن كورونا
· توثق السلطات حتى عطستك، لكنهم يتجاهلون انتشار النخاسة في الأرجاء
· “العبرية” باتت حاضرة بقوة في معاقل البغاء في دبي.
“إنها أكبر بيت دعارة في العالم”.. “إنها مدينة الجنس الأولى”.. “هنا سوق اللحوم”.. لو قال مثل هذه العبارات أحد مناهضي التطبيع مع الدولة العبرية، أو نسبها إلى إسرائيليين، فلربما يظن أنه يبالغ أو يزور الأقوال من أجل أن يشنع على التطبيع والمطبعين في الإمارات.
لكن مثل هذه الآراء وأشنع منها، هي الحديث الذي يدور، بلا خجل ولا وجل، على ألسنة إسرائيليين زاروا “دبي” منذ أن أعلنت “أبو ظبي” و”تل أبيب” إطلاق قطار التطبيع بسرعته القصوى، وشرعت له الإمارات بالذات أوسع الأبواب.
“يجب أن نسميها باسمها الحقيقي، إنها تجارة جنس إسرائيلية مزدهرة في دبي”، هكذا يعنون تحقيق مطول يناهز 5 آلاف كلمة، نشرته الصحيفة العبرية الأكبر “يديعوت أحرونوت”، وخاض في غمار تجارة قذرة، تدر مبالغ ضخمة من صفقات بيع وشراء لأجساد النساء.
التقرير الذي اطلعت عليه “زمان الوصل”، يستعرض بكل أريحية ووضوح آراء إسرائيليين استقلوا أولى رحلات التطبيع نحو الإمارات، للبحث عن الجنس، والتنقل بين النساء ليلة وراء ليلة، مدججين بآلاف الدولارات وبقدر متدن من الضمير، كما يصف معدو التقرير هؤلاء “السياح” من أبناء جلدتهم.
هؤلاء الذين “يقضون وقتهم من امرأة إلى امرأة، أحيانًا 5 أو6 نساء في اليوم… اصعد إلى غرفة الفندق وعد إلى الحفلة. ادفع ألف دولار واقفز في المسبح. كل ذلك علنا، مع غض الطرف من قبل السلطات”.
*سوق مزدحمة
بحماس منقطع، يقول “عيران” أحد الإسرائيليين الغارقين في صفقات الجنس، والذي كان من المهرولين إلى “دبي”: “اسمع يا أخي، لقد ذهبنا إلى بوخارست (رومانيا) حوالي 5 أو6 مرات، وها أنا أقول لك: هنا في دبي أكبر بيت دعارة في العالم”.
يرصد التقرير تفاصيل عقد صفقات الدعارة بين رجال ونساء قدموا من بلاد مختلفة، وقصدوا أحد الفنادق الفارهة في جزيرة النخلة (الاصطناعية) والتي تعد أحد رموز السياحة المميزة لدبي، وهي اليوم سوق “مزدحمة” للجنس.
يتابع التقرير: “فقط في الأشهر الأخيرة، تغير شيء ما هنا: حول أحواض السباحة وغيرها من مناطق الدعارة في دبي، كثيرا ما تسمع اللغة العبرية.. تسمعها من الإسرائيليين، الذين اكتشفوا كغيرهم سوق اللحوم، الذي يدار بدون عوائق هنا في الإمارات.
“عيران” مثلا قدم مع 3 أصدقاء آخرين، هم في العشرينات من العمر، أصدقاء طفولة، إنهم يعرفون بالضبط سبب قدومهم إلى هنا. المحادثة معهم تتضمن ألفاظا جنسية قبيحة للغاية، ليس من السهل سماعها، لكن هذا هو الصدى الحقيقي لما يحدث الآن في دبي، بعد أن انقضت موجة المقالات المعجبة ببنيان “دبي” وأبراجها المتطاولة.
“عيران” وأصدقاؤه الثلاثة يجلسون الآن في مطعم “سوشي” بجوار المسبح، ويحدقون في البضاعة المعروضة.. “هنا الجنون مع الفوضى، والقصف الدائم من الكحول، الفتيات، حفلات الجنس”، وفق تعبير “الأصدقاء”.
“بيني” الذي يقدمه التقرير كرجل أعمال، يشرح كيف يتجول المروجون حاملين الكتيبات، ويتعرفون إلى الإسرائيليين، فيعرضون عليهم صور البضاعة، بمنتهى الوضوح، كما لو كانت قائمة بيتزا.. تسمع أحيانا إسرائيليين يصرخون: “أريد اثنتين معا”، أو “أنا وصديقان آخران نريد 3 فتيات”.
يعود التقرير إلى “عيران” وصديقه “رونين” اللذين لا ينظران إلى “دبي” سوى بعيون المهووس جنسيا، حتى إنهما يؤكدان للصحفي الذي يحاورهما أن الفنادق والنوادي لا تضم فتيات “عاديات” مطلقا، بل محض بائعات جنس، يعيد الصحفي السؤال: هل تريد أن تخبرني أنهن جميعهن عاهرات هنا؟ فيجيب “رونين”: “الأغلبية”. ويثني “عيران”: “نعم الغالبية، لقد أخبرتك يا أخي، هذا بيت دعارة كبير”.
ولدى الحديث عن “التكلفة” ينبري “عيران” قائلا إنها ألف درهم ( حوالي 900 شيكل)، ورغم تعود الإسرائيليين على التفاوض (المفاصلة)، فإن ذلك لا يجدي على الغالب، ويضطر “الزبون” لدفع ما يطلب منه.
*منذ الهبوط بل وقبله
“سائح” إسرائيلي آخر، رمز له باسم “أمير”، يصف ما رآه:”تجلس هنا في ناد، حيث كل امرأة هنا عاهرة تقريبا، ليس هناك أناس عاديون. 
الفتيات يتسكعن مع الجميع، يظهرن مثل عارضات الأزياء، مثل فتيات إنستغرام بملابس السباحة. يجتمعن في بهو الفندق (نحو 150 أنثى)، وفي هذا الجو تستطيع البوح بما تريد، وكم تريد.. إنه سوق اللحم”.
يتحدث “عيران” وصديقه “رونين” عن التكلفة الباهظة للانخراط في صفقات الدعارة وتوابعها بدبي، فقد أنفق أحدهما 20 آلاف شيكل (أكثر من 6 آلاف ولار)، وبمعدل يقارب ألف دولار في اليوم الواحد!، مفاخرا بأنه مارس الرذيلة مع 5 نساء في اليوم، بل إن لديه الاستعداد لممارستها مع 10 نساء إذا وجد لديه المال الكافي.
أثناء تباهيهما، تظهر في المكان فتاتان أحدهما شقراء، يقترب “عيران” ليفاوض، ويبدو أنه اتفق معهن، لكنه بعد مضي عدة دقائق يردد غاضبا “.. أمهن (شتيمة بذيئة) إلى متى؟!، متذمرا من تأخرهما في تجهيز نفسيهما للصعود إلى الغرفة، وفي النهاية يصعدون.
هنا في دبي، اكتشف “السياح” القادمون من إسرائيل، أن عليهم نسيان معاقل الدعاة المعتادة في بوخارست وبورجاس وبانكوك، حيث تبدو المدينة الخليجية “وجهة لامعة”، و”جنة جديدة للعاهرات”.
يقول “بيني” رجل أعمال يتردد على دبي، إن سوق النخاسة يبدأ من لحظة هبوطك في المطار، معقبا: كل سائق تاكسي في دبي يرى رجالا يسألهم عما يريدونه في الليل، ويطرح عليهم الخيارات.. مساج فقط، مساج مع الاسترخاء، جنس كامل.
يعرض “السائق” صور فتيات، مع “تسعيراتهن” المتراوحة بين 400 و800 دولار لليلة، هناك أيضا فتيات استثنائيات، يكلف قضاء الليلة مع إحداهن مابين 2000 و2500 دولار، بل قد يصل إلى 4 آلاف دولار.
ويشير “بيني” إلى سهولة الوصول إلى أسواق الدعارة وفتياتها، وإلى أن القوادين يعلمون على المكشوف، رغم إنهم يقدمون أنفسهم أحيانا في زي “تجار”.
لكن بعض الإسرائيليين لا ينتظرون الهبوط في المطار، بل يتعاقدون من إسرائيل مع من يجهز له كل ما يرغبون قبل مقدمهم إلى الإمارات، كما يقول شلومي، الذي يتحدث عن حفلة جنس جماعي ضمت نحو 30 عاهرة، نظمها أحد الإسرائيليين في فندق فاره بدبي، وكلفته “ثروة”.
*حتى 9 آلاف دولار
يقول أمير ( 35 عاما)، والذي عاد للتو إلى إسرائيل بعد قضاء “إجازة” مع أصدقائه في دبي: “هذا هو أقوى مكان اليوم، المكان الذي يتفجر بالإسرائيليين… للحصول على عاهرات من جميع أنحاء العالم: البرازيل، روسيا، بيرو، بوليفيا… لقاء 600 أو 700 دولار في الليلة. إنهن يفعلن لك كل شيء، كل ما تحلم به.. كل شيء متاح”.
الحديث مع إحدى العاهرات التي تعرض نفسها، يكشف نظرتها إلى “السياح الجدد” القادمين من إسرائيل.. كيف ترينهم؟ تجيب: “بخلاء ولا يتقنون اللغة الإنجليزية. أوه، ويصرخون: يا عاهرة!
“جاي”، اسم مستعار لأحد كبار المسؤولين التنفيذيين في شركة للتكنولوجيا الفائقة، جاء هو الآخر إلى دبي ورأى كيف تدار بعض صفقات الجنس، “أعرف أشخاصا دفعوا 3 آلاف دولار و4 آلاف دولار بل وحتى 9 آلاف دولار لعاهرة”، يسأل الصحافي مستهجنا: 9 آلاف دولار!؟، جاي: “نعم، ولليلة”. يعيد الصحافي السؤال: “دولار أم شيكل”؟ جاي: “دولار، دولار.. عن أي شيكل تتحدث”.
ورغم ظروف الإغلاق والهلع التي تعم العالم نتيجة تفشي “كورونا”، فإن أحد “السياح” الإسرائيليين يبدي دهشته من استمرار شحن العاهرات إلى دبي، حتى يخال المرء أنه ليس هناك شيء اسمه إغلاق أو تدابير وقائية حين يتصل الأمر بالدعارة، معقبا: عندما يتعلق الأمر بالخدمات الجنسية، فإن الحديث عن كورونا يتم تنحيته تماما.. ينبغي أن نسمي الأمور باسمها الحقيقي: إنها تجارة مزدهرة في مجال السياحة الجنسية الإسرائيلية في دبي.
ولا يكتفي الباحثون عن الرذيلة بأسواق النخاسة القائمة في النوادي والفنادق، بل يعتمد الإسرائيليون أيضا على الميدان الافتراضي، ويستعينون بإحدى التطبيقات المخصصة، وهنا بلمسة زر تختار من تعجبك من ضمن “المعروض” وتتفقان على “السعر” ومكان اللقاء.
يؤكد “مئير”، أحد المترددين على “دبي” على سهولة طلب البغايا عبر التطبيق، فردهن سريع، وحضورهن للمكان المطلوب سريع أيضا، قد لايتعدى دقائق.
بينما يعدد “ألون”، ما يراه مزايا النخاسة عبر استخدام التطبيق المشهور، فهنا “تنوع” أكثر في “المعروض” فضلا عن رخص “الأسعار” مقارنة بما يطلب في الفنادق والحانات.
وفي وقت يتحدث بعضهم عن “نشاط” 30 ألف امرأة في ميدان الدعارة بالإمارات، تذهب تقديرات أخرى أبعد من ذلك مؤكدة أن هناك حوالي 45 ألف امرأة يعلمن فيها ضمن دبي وحدها، وقد قدمن من مختلف أنحاء العالم: الصين، بلغاريا، أذربيجان، الهند، روسيا، كازاخستان، أوكرانيا، قيرغيزستان، طاجيكستان ، أوزبكستان، نيبال…إلخ.
ولكن “دبي” ليس الوجهة المفضلة للدعارة المتعلقة بالنساء فقط، فهنا أيضا يجد الشواذ جنسيا ضالتهم، كما يقول إسرائيلي مطلع على المشهد.
*الخفية غطت العيون
من الناحية الرسمية، الدعارة محظورة بموجب القانون الإماراتي، والانخراط فيها يوصل صاحبه إلى عقوبات شديدة من الحبس والغرامات.. في بعض الأحيان، تداهم الشرطة “نقاطا ساخنة”، على وقع تزايد الانتقادات في وسائل الإعلام الدولية، ولكن في معظم الأحيان، تنتهي المداهمات بحل ترقيعي يقضي بطرد النساء من البلاد، أو اعتقال بعض صغار القوادين. وعليه يبقى “الإتجار بالبشر” سمة عالقة بالإمارات ودبي بالذات.
السلطات هنا تعرف يقينا بتفشي الدعارة، فهي منطوق تقرير “يديعوت أرحونوت” ترى كل حركة في دبي، فكل شيء مصور بالفيديو، حتى إذا عطست فأنت مراقب ومرئي، لكن المتحكمين بأمر دبي أيضا يفهمون أنها “مدينة سياحية”، ولذلك عليهم غض الطرف.
ويؤكد التقرير أن الوضع الحالي للإمارات، يرشحها لأن تبقى حاملة اللقب المشين لواحدة من أكبر، إن لم تكن أكبر، عواصم السياحة الجنسية في العالم.. مستشهدا برواية أحدهم عن طابور يضم 14 فتاة خارج فندق فاخر، كل واحدة منهن “قنبلة” بمقاييس ما تسوقه مواقع الجنس، وليس عليك سوى أن تدفع المال وتختار.
يقول “مئير”: دعونا نروي الحقيقة كما هي: إنها صناعة جنس، وليست صناعة سياحة، مشيرا إلى غلاء “أسعار” العاهرات مقارنة بمدن أخرى مثل بوخارست.
أما “ميشا” فيقول: دبي أسوأ كثيرا من بوخارست، فهذه المدينة مليئة بالفتيات الجاهزات لـ”المرافقة”… يبدو أنه لا توجد فتيات عاديات هنا… أسوأ من بوخارست، لأن دبي تضم عشرات الآلاف من هؤلاء الفتيات، في كل مكان: في الفندق، في النادي، في المسبح، حيثما تريد.
وتخلص “يديعوت أحرونوت” إلى نتيجة مفادها أن “دبي” باتت مدينة الجنس الأولى في عيون “السياح” القادمين من إسرائيل، مختتمة بكلام لـ”عيران” وصديقه “رونين” يتحدثان فيه عن إنفاق أموال طائلة في المدينة، رغم أنهما لم يذهبا إلى المعالم التي ترسم صورة دبي الظاهرة (الصحراء، المارينا، نافورة دبي المذهلة..)، فقد غطت “دبي” الخفية عيونهما بالجنس، وتكفلت بإفراغ جيوبهما من النقود بواسطته.

Recent posts