تقرير دولي يكشف عن حجم خسارة القطاع الصحي في سوريا

أظهر تقرير لـ”لجنة الإنقاذ الدولية (IRC)” الأثر واسع النطاق والمدمّر لعقد من القتال على مرافق الرعاية الصحية والعاملين الصحيين والمدنيين في سوريا، مسلطا الضوء على الطرق التي حولت بها الحرب المستشفيات من أماكن إيواء إلى مناطق خطر حتى يومنا هذا.
التقرير التي أصدرته المنظمة بالتعاون مع منظمات سورية أمس الأربعاء، استند لشهادات مروعة أدلى بها أكثر من 300 شخص – بما في ذلك 74 عاملاً في مجال الصحة – في 13 منطقة فرعية في محافظتي حلب وإدلب تعطي نظرة أعمق لما تبدو عليه الحياة بالنسبة للسوريين الذين يعيشون في ظل الصراع.
وقال التقرير إن الحرب التي يُنظر إليها الآن على نطاق واسع على أنها صراع بالوكالة، بدأت بعد فترة وجيزة من انضمام السوريين في عام 2011 إلى موجة انتفاضات الربيع العربي المناهضة للحكومة في جميع أنحاء المنطقة، رداً على ذلك، شنت السلطات حملة قمع وحشية على المعارضة. وفر الملايين من البلاد وقتل مئات الآلاف منذ ذلك الحين”.
وأكد أنه تم استهداف المستشفيات والعيادات وتدميرها في مدن في جميع أنحاء البلاد وسط قتال بين قوات الأسد المدعومة من روسيا وإيران – والمعارضة.
وقالت اللجنة إن ما يقرب من 60 في المائة من المدنيين الذين تمت مقابلتهم أثناء إعداد التقرير قد تأثروا بشكل مباشر بهجوم على مرفق للرعاية الصحية أو خدمة أو عامل على مدى السنوات العشر الماضية.
وشددت على أن هذا الاستهداف المتعمد للرعاية الصحية ترك العديد من العاملين الصحيين خائفين على حياتهم وعلى أسرهم. وفقًا للتقرير، غادر ما يقدر بنحو 70 بالمائة من القوى العاملة الصحية البلاد، ولم يتبق سوى طبيب سوري واحد مقابل كل 10000 مدني.
وأضاف التقرير أنه مع النقص الحاد في المرافق والموارد الطبية، أفاد العديد من الأطباء بأنهم يعملون 80 ساعة على الأقل في الأسبوع في محاولة للتعويض، مضيفًا أن الممارسين الطبيين المتبقين غالبًا ما يؤدون عملهم وسط أعمال عنف وبدون معدات كافية.

وخلص التقرير إلى أن البلد الذي كان ينتج في السابق 90 بالمائة من الأدوية المطلوبة يواجه الآن نقصًا كارثيًا، لافتا إلى أن “منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان” وثقت 595 هجوما على الرعاية الصحية في سوريا منذ 2011، وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إنها وثقت 24 هجوما على الأقل على برامجها في شمال غرب سوريا في العامين الماضيين فقط.

Recent posts