كشف الفنان السوري “جمال سليمان”، جانبا من الاجتماع الذي جرى مؤخرا مع وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف”، مؤكدا طرح فكرة “المجلس العسكري” الذي دارت أحاديث كثيرة حوله بين نفي وتأكيد.
وقال “سليمان” في منشور على صفحته “فيسبوك” اليوم الجمعة: “تعقيبا على لقائنا مع السيد لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية والأخبار التي انتشرت حول هذا اللقاء وتحديدا ما نشرته صحيفة الشرق الأوسط من إننا (منصتي موسكو و القاهرة) قد قدمنا للجانب الروسي مقترح تشكيل مجلس عسكري يحكم سوريا في المرحلة الانتقالية”.
وأضاف: “فإنني أريد توضيح ما جرى للرأي العام احتراما مني للحقيقة واحتراما لحساسية المسألة التي تتعلق بمستقبلنا كسوريين على اختلاف انتماءاتنا لأنها تمس مستقبل وطننا.. أنا كنت في هذا الاجتماع بصفتي الشخصية وليس بصفتي ممثلا عن مؤتمر القاهرة لأنني جمدت عملي في المؤتمر وفي هيئة التفاوض لأسباب داخلية تتعلق بالخلافات الأخيرة التي بذلت مع آخرين جهدا كبيرا في حلحلتها و لم نفلح”.
وكشف: “أنا (بصفتي الشخصية) من طرحت فكرة المجلس العسكري كصيغة بديلة لجسم الحكم الانتقالي الواردة في وثيقة جنيف والتي بعد ست سنوات لم ترى النور ولا يوجد مؤشر على أنها ستراه والتي بدونها لا يمكن أن يكون هناك مرحلة انتقالية وبالتالي لا يمكن تنفيذ 2254، و لا يمكن أن نصل إلى صيغة حل سياسي ينهي الصراع ويضع سوريا على سكة التعافي”.
وتابع: “وجدير القول أنني سبق وطرحت ذلك على السيد بوغدانوف نائب الوزير قبل أكثر من أربع سنوات بصيغة أولية ولكنني مع الوقت طورت هذا المقترح بما يضمن فعاليته والحد من أعراضه الجانبية وكذلك اتساقه مع جوهر وهدف 2254. من هذا المنطلق كان لا بد من التفكير بمهمات هذا المجلس وصيغة إنشائه بحيث يكون واسع التمثيل، وكذلك مرجعيته التشريعية في إطار يخدم المصلحة الوطنية و يحقق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة السورية وهي الإصلاح السياسي الشامل الذي يفضي إلى دولة المواطنة والقانون والمؤسسات الحقيقية والتداول السلمي للسلطة”.
وأشار إلى أنه “لم يقدم هذا المقترح مكتوبا للجانب الروسي كما جاء في صحيفة الشرق الأوسط لان ذلك لن يكون صائبا من ناحية دبلوماسية ما لم يبدي الطرف الآخر اهتمامه الجدي به”.
وأردف: “أظن أن عند الروس من يرى أنه المخرج الوحيد ولكن يبدو أن هناك تيارات أخرى ترى غير ذلك، أو ان الوقت لم يحن بعد والصفقات لم تنضج.. كما هو واضح فإن هذه المقاربة تتعرض لهجوم كبير من قبل بعض جماعات المعارضة التي تتفق مع النظام في رفضها لها، و كذلك من فرسان السوشيال ميديا، ولكنني أزعم أنها ستحظى بقبول غالبية الشعب السوري الذي يدفع غاليا تكاليف الوضع الراهن المستمر في انهياره، ويرى أن المسار السياسي على طول مدته وتعرج مساراته لم يكن أكثر من حرث في الريح لا نتائج له الا المزيد من الآلام والانقسام واليأس والدمار”.
وختم بالقول: “في ظل فشل العملية السياسية التفاوضية وفي ظل تعنت النظام عن الانخراط فيها وفي ظل ماتعانيه المعارضة من انقسام ومحاولات بعض الدول للاستيلاء على صوتها، اذا كان هناك مجلسا عسكريا واسع التمثيل يضمن سلامة المرحلة الانتقالية والتطبيق الكامل للقرار مجلس الأمن الدولي 2254 والذي في جوهره ينص على الانتقال السياسي في سوريا فأنا كسوري موافق”.