حارس الرئيس رواية تستبطن بنية النظام وإرهاصات الثورة السورية

بعد روايته “قصة حب في قلب معركة” صدرت للصحفي والكاتب “محمد عبد الستار ابراهيم” حديثاً رواية جديدة بعنوان “حارس الرئيس”.
وتحكي الرواية الصادرة بالتعاون مع مكتبة “أزبكية عمان” في العاصمة الأردنية، عن جوانب من حياة ضابط في جيش النظام منذ بداية نشأته في ريف جبلة على الساحل السوري، مروراً بتخرجه من الكلية العسكرية والتحاقه بجيش النظام، وفرزه فيما بعد ليكون ضابطاً في صفوف الحرس الجمهوري، وتستبطن الرواية عبر 295 صفحة من القطع المتوسط بعض خفايا النظام وكواليسه التي لا يعرفها إلا المقربون منه، وصولاً إلى إرهاصات الثورة وصيروريتها، ناقلة بأسلوب أدبي ماتع حدّة التناقضات التي يعيشها البطل والسؤال المحوري الذي يطرحه على نفسه باستمرار منذ بداية الثورة: هل هو يخدم النظام أو يخدم الدولة، وفي ثنايا الرواية إجابة عن هذا السؤال وغيره من الأسئلة بأسلوب يمزج بين الخيال وسرد الأحداث الواقعية بما يخدم السياق الروائي الأدبي.
وأشار الكاتب المتحدّر من مدينة “عامودا” بريف الحسكة لـ”زمان الوصل” إلى أن طباعة روايته الثانية تأخر بسبب رفض العديد من دور النشر في الأردن ومصر ولبنان وحتى في أوروبا لنشرها متذرعين -كما يقول– بأسباب سياسية حيناً وبشروط النشر وتوجه الدار أحياناً أخرى، والبعض -حسب قوله- كان صريحاً جداً، فادعى بأن الظرف الحالي لا يتحمل نشر مثل هذه الرواية، وخاصة في مصر.
ولفت المصدر إلى أن رواية “حارس الرئيس” تتضمن اسم “بشار الأسد” بشكل صريح إضافة إلى عدد من الضباط والمسؤولين الأمنيين والعسكريين بأسمائهم الصريحة داخل القصر الجمهوري وأي تغيير لهذه الأسماء سيفقد الرواية أساسها الذي بنيت عليه، فالهدف الأساسي من نشر الرواية -حسب قوله- فضح بنية نظام الأسد ورموزه.
ونوّه كاتب الرواية إلى أن جميع الأسماء الواردة في “حارس الرئيس” مشمولين بعقوبات دولية ولوائح من الأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك ففكرة تعميتها خط أحمر بالنسبة له.
وفيما يخص اختياره لعنوان الرواية وما دوافع هذا الاختيار أبان الكاتب المقيم في “عمّان” أن اختياره لعنوان الرواية جاء انطلاقاً من فكرة الرواية ذاتها، مشيراً إلى أنه طرح على نفسه قبل البدء بكتابتها العديد من الأسئلة، ومنها كيف سيكتب الرواية، وكيف سيجذب القارىء العربي وهو المقصود من روايته أكثر من القارىء السوري الذي يعرف ما حصل ولا يزال يحصل في بلاده إن كان مؤيداً أو معارضاً، ولكن الكثير من الجمهور العربي انجر -كما يقول- وراء شيطنة الثورة السورية ووصمها بـ “ثورة إرهابيين” وهذا ما كان يحز في أنفسن السوريين الأحرار.
وحول مصادر أحداث روايته وإلى أي مدى اعتمد على التخييل في نسج خيوطها روى الكاتب القادم من “عامودا” أنه اعتمد في نسج الرواية على مقابلة أجراها مع ضابط منشق عن الحرس الجمهوري وحصل منه على معلومات عن البروتوكولات العسكرية، وكيف يتم التطوع والتدريبات والحياة العامة للمتطوعين والترفعيات وكيفية الالتحاق بالحرس الخاص، مضيفاً أن الرواية تتحدث من وجهة نظر شخصية مؤيدة للنظام وكان عليه أن لا يقصر أحداث الرواية على سنوات الثورة وإنما أن يعود إلى تاريخ أسبق، من أجل تقديم خلفية مفصلة عن هذا الشخص، وكيف تربى وتكوّن فكرياً وايديولوجياً إلى أن أصبح حارساً للرئيس، وكيف تلقى الثورة السورية وتعامل معها وأهم ما كان يدور في القصر الرئاسي، وما شاهده وسمعه من صدور قرارات ومن صراعات داخل النظام وخارجه.

Recent posts