دار السلامة.. مشروع إنساني لرعاية كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة في ريف حلب

خضع “أبو جمال” من “عفرين” لعملية جراحية في النخاع الشوكي، ولكنها لم تنجح جراء خطأ طبي تسبب بحالة شلل كامل له، وعلى إثرها طلبت زوجته الطلاق وتركته مع طفلين له 7 و8 سنوات، ونزح أشقاؤه ولم يعد هناك من يهتم به وبسبب عدم الاهتمام بوضعه الصحي أصيب بتقرحات في كامل جسده وأصبح متكوراً على نفسه، وبعد تحرير مدينة “عفرين” على يد المقاومة السورية عثروا عليه بهذه الحالة وكانت منظمة كردية قد أخذت ابنيه فيما تم نقل والدهما إلى “دار السلامة” لرعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة حيث عالجوا تقرحات جسده وإجراء معالجة فيزيائية له فزالت التقرحات واستفاد من العلاج الفيزيائي.
وروى مدير ومؤسس الدار “نزار نجار” (أبو بكري) لـ”زمان الوصل” أنهم بحثوا عن أولاد “أبو جمال” عبر وسائل التواصل الاجتماعي فتم العثور عليهم في منظمة بمدينة الحسكة ورفضوا تسليمهما إلا بحضوره وبالفعل كما يقول تم إرساله بسيارة تم استئجارها واستلم طفليه ليسكنا معه في الدار وتم إلحاقهما بمدرسة للأيتام.
هذه القصة المؤثرة هي واحدة من قصص أخرى لنزلاء “دار السلامة” لرعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة التي تقع في معبر “باب السلامة” بمنطقة “إعزاز”.
وجاء تأسيس الدار -كما يقول- نتيجة ظروف الحرب الدائرة في سوريا أصبح هناك عدد كبير من المجتمع السوري تقطعت بهم السبل ولم يبق لهم معيل إلا الله عز وجل ولا يستطيعون الاعتماد على أنفسهم في قضاء حوائجهم ولا يوجد لديهم مكان يسكنون فيه ومنهم -كما يقول- من هو معوق عقلياً ومنهم من هو معوق عقلياً وجسدياً ومنهم كبار السن.
واستعاد محدثنا بدايات وظروف إنشائه للدار عام 2013 حيث وجد -كما يقول- حالتين إحداهما من كبار السن والأخرى حالة مرضية صعبة فقام بوضعهما في خيمة صغيرة وبدأ الاعتناء بهم ومن ثم تطورت الأمور تدريجياً إلى بداية العام 2018، وبات المركز اليوم يضم 4 غرف ومنتفعاتها وارتفع عدد النزلاء حتى الآن إلى 25 نزيلاً وهؤلاء النزلاء -كما يقول- منهم من يعاني من شلل كامل ومنهم شلل نصفي ومن يعاني منهم من إعاقات عقلية وجسدية وكبار السن ويقوم على رعايتهم كادر وظيفي مكون من 7 أشخاص يقومون بتقديم الطعام والشراب لهم والاعتناء بنظافتهم وغسيل ملابسهم وتحميمهم ومتابعة أحوالهم الصحية والطبية وتأمين الدواء لهم وإجراء المعالجة الفيزيائية لمن يحتاجها منهم ونقلهم إلى المشافي، وكذلك تأمين التحاليل والصور المطلوبة في حال المرض.
وحول الصعوبات التي تواجه هذا المشروع الإنساني أشار المصدر إلى أن هناك العديد من الصعوبات ومنها ضيق المكان عدم إمكانية استيعاب نزلاء جدد وهناك سعي حالياً لتأمين مقر جديد لأن الدار الحالية واقعة ضمن مخيم، ومن المعوقات أيضاً عدم وجود دعم ثابت فلا توجد أي منظمه أو جمعيه خيريه تكفل أو تتبنى هذه الدار وإنما كل المصاريف هي تبرعات من أهالي الضمائر الحيّة، حسب تعبيره.
ويواجه الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة خطر الإصابة بكوفيد 19 إذ قد يجد بعضهم “صعوبات في تنفيذ تدابير النظافة الأساسية” التي تساعدهم على البقاء بعيدين عن تأثير الفيروس المميت، كما تقول المسؤولة الفنية لمنظمة الصحة العالمية “ليندسي ليي”.
بينما ينفي “نجار” وجود حالات إصابة بهذا الفيروس الخطير بين نزلاء الدار مشيراً إلى أنهم اتخذوا بهذا الخصوص أقصى إجراءات الحماية والتدابير الوقائية للنزلاء، ومنها ارتداء الكمامات والتعقيم المستمر والحرص على النظافة الشخصية.

وتقول منظمة “منسقو الاستجابة السورية” إن قرابة 20 ألفاً من ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون في مخيمات الشمال السوري ومعظمهم لا يتلقون رعاية خاصة أو مساعدات طارئة.

Recent posts