حقق العدّاء التونسي “نصر الدين منصور” إنجازاً رياضياً جديداً يُضاف إلى إنجازين سابقين له، وتمكن منصور من اجتياز أكثر من 500 كم جرياً حول قطر بهدف جمع التبرعات لإصلاح مدرستهِ الابتدائية السابقة في “برجين” ضمن ولاية “سوسة” التونسية.
و”نصر الدين منصور” مهندس معلوماتية ينحدر من منطقة “البرجين” في ولاية “سوسة” التونسية بدأ الرياضة كما يروي لـ”زمان الوصل” عام 2019 وكانت تستهويه لعبة كرة القدم كغيره من الشبان التونسيين.
وأضاف البطل الشاب أنه انتقل بعد ذلك إلى قطر وشارك هناك بالعديد من السباقات أهمها “ألترا مارثون” من الشرق إلى الغرب لمسافة 90 كم، حيث فاز بالمركز الأول في نسختي البطولة الأخيريتين.
وأشار إلى أن فكرة ترميم المدرسة التي درس فيها في تونس راودته منذ زمن، ولكن الفكرة تعززت -كما يقول- بعد أن بدأ يشارك في بطولات الجري وبعد أن باتت الحاجة ماسة لترميم المدرسة المذكورة الواقعة في “البرجين”.
وأضاف العدّاء التونسي أنه بدأ التحضير للمشاركة مع صديقه “الصادق الكشباطي” منذ أكثر من سنة وعيّنا -كما يقول- المسار وطبيعة الطقس وأماكن الراحة.
وأردف محدثنا أن صعوبات كثيرة واجهته في المارثون الذي كان تحدياً أكثر من كونه مسابقة ومنها طبيعة المسار وتنوعه، فهناك المسار الجبلي والرملي والصخري ومسارات تم قطعها ليلاً وكانت الأجواء فيها شديدة الظلمة.
وكشف محدثنا أن أصعب ما واجهه هو المسارات الصخرية والرملية إضافة إلى برودة الجو ليلاً وواجهته في اليومين الثاني والثالث عاصفة رملية وكان يجري داخل زوابعها بصعوبة بالغة لينجز قطع 501 كم حول قطر خلال 4 أيام ونصف.
وبدوره أشار صديق منصور “الصادق الكشباطي” وهو مدرب لياقة بدنية إلى أن أي تحد من هذا النوع يحمل الكثير من الصعوبات وهو بمثابة إكتشاف لإمكانيات الجسد وطاقته.
وأضاف أن “نصر الدين” سبق أن خاض تحدياً مثيلاً من الشمال إلى الجنوب في أيار-مايو من العام الماضي، وكانت الفكرة أن يواصل على نفس الطريق ويتحدى نفسه وامكانياته والطبيعة القاسية في قطر من حر ورطوبة والطبيعة الصحراوية، وأراد كما يقول أن يحقق إنجازاً جديداً بأن يلف قطر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها كاملاً.
وكشف “الكشباطي” الذي رافق “نصر الدين” في رحلة إنجازه أن الأخير واجه صعوبات عديدة وخاصة في المناطق البرية خارج المدينة فكان يضطر للمرور في مكان وعر ليلاً مثلاً، دون وجود طريق يوجهه مستخدماً “جي بي إس” حتى يصل إلى نقطة ينفذ منها إلى منطقة أخرى، وذات يوم مر -كما يقول- من مكان بري ولكن هبّت عاصفة رملية شديدة على طول الطريق جعلته يتوه عن الطريق قليلاً ويبتعد عن مساره.
ولفت “الكشياطي” إلى أن “نصر الدين” أصبح أيقونة ومثلاً أعلى في رياضة الجري الالترا (فوق الماراثون) واعتاد -كما يقول- أن يقطع في إجازة نهاية الأسبوع 100 كم دون أن يرتب للأمر وكأنه يقوم بمشوار نزهة مضيفاً أن الجري بالنسبة له ليس مجرد رياضة وهواية بل هو متنفس وأسلوب حياة وطريقة لإيصال رسالة إنسانية للناس والمجتمع وهو محبوب جداً سواء بالنسبة للقطريين أو المقيمين الأجانب.