ريف دمشق: قبضة أمنية مشددة تفرضها أجهزة النظام على مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين

يخضع سكان مخيم “الحسينية” للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، لقبضة أمنية مشددة تتمثل بإنشاء الحواجز الأمنية وإقامة السواتر الترابية حول المخيم وتعمد عدم إزالتها، وذلك بالرغم من مرور خمس سنوات من عودة السكان إلى المنطقة.
في هذا الصدد قال “فايز أبو عيد” مسؤول الإعلام في “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” في تصريح خاص لـ”زمان الوصل”، إنّ سكان مخيم “الحسينية” يعانون من بقاء الساتر الترابي الذي يسد منافذ المخيم كافة، باستثناء مدخل المخيم من جهة المشروع القديم، حيث وضعت قوات النظام هناك حاجزاً أمنياً من أجل إحكام السيطرة عليه وعزله عن بقيّة المناطق والبلدات المحيطة به.
وأضاف “يضطر سكان المخيم في الوقت الراهن إلى السير على الأقدام مسافات طويلة للوصول إلى المدخل الرئيسي أو عبور الساتر والتعرض لخطر الانزلاق”.
وبيّن أنّ الساتر المذكور تحول مع مرور الوقت إلى مكانٍ لرمي القمامة والنفايات ومأوى للقوارض والأفاعي، وتجمع الكلاب الضالة والشاردة، ومصدراً للحشرات والروائح الكريهة والغبار والطين، وهو ما يشكل خطراً كبيراً على العوائل القاطنة بالقرب من الساتر.
وتطرق “أبو عيد” إلى وجود قرارات سابقة تطبقها الأجهزة الأمنية للنظام بحق سكان مخيم “الحسينية” منها: طرد العائلة التي فُقد رب أسرتها والعائلة التي كان أحد أفرادها “مسلحاً” من المنطقة ومصادرة أملاكها لصالح الحاجز، عدم السماح للمستأجر بالعودة إلى المنزل الذي استأجره سابقاً ضمن المنطقة، وأيضاً عدم السماح بإعادة فتح المحال التجاريّة التي كانت مؤجرة، فيما يسمح فقط بفتح المحال من قبل مالكيها شريطة شراء البضاعة من تجّار محددين من قبل رئيس الحاجز في المنطقة.
وفيما يخص الأوضاع المعيشية داخل المخيم، أشار “أبو عيد” إلى أنّ أهالي مخيم “الحسينية” يعانون من أوضاع إنسانية ومعيشية قاسية، نتيجة نقص الخدمات وتردي البنى التحتية، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم لساعاتٍ وفترات زمنية طويلة، إضافةً إلى سوء شبكتي الهاتف الأرضي والانترنت، وعجز معظم أبناء المخيم عن تأمين مياه الشرب.
ليس هذا فحسب؛ إذ يعاني أهالي المخيم –كما يقول “أبو عيد”-من تجمع المياه الآسنة وتراكم القمامة والنفايات في حارات وأزقة مخيهم، ما انعكس سلباً على الصحة العامة وساهم في انتشار العديد من الأمراض داخل المخيم، دون وجود أي مبادرات من قبل المعنيين لإيجاد حل لهذه المشكلة، وتحمل مسؤولياتهم الخدمية تجاه أبناء المخيم.
ووفق “أبو عيد” يشتكي الأهالي عدم انتظام خطوط سير حافلات النقل العام بسبب قيام السائقين بالتحكم بخط السير وأجور النقل بما يتناسب مع الأنسب لدر الأرباح في ظل غياب هيئات تنظيم وسائل النقل العام وآلياتها. مما يضطر الأهالي لاتخاذ أكثر من وسيلة مواصلات للوصول إلى مكان عملهم؛ ما يشكل عبئاً مادياً عليهم.

الجدير بالذكر أنّ مخيم “الحسينية” للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، شهد في 16 من شهر آب/ أغسطس من العام 2015، بدء عودة بعض العائلات الفلسطينية إليه، وذلك بعد نحو عامين من عدم السماح لهم بدخوله من قبل قوات النظام.

Recent posts