سوري في الجزائر يتبرع بجزء من محصوله لأبناء بلده والجزائريين

تبرع اللاجئ السوري المزارع “عبد الوهاب عاصي” بـ 2000 متر مربع (دونمين)، من محصول الأراضي التي يستزرعها في ولاية “غرداية” الواقعة في صحراء الجزائر لتوزع على اللاجئين السوريين والجزائريين مجاناً متعهداً بالتبرع في العام القادم بـ5 هكتارات أي 50 ألف متر مربع مع إيصالها إلى المراكز الكبيرة في كل المدن الجزائرية وتوزيعها مجاناً من أجل تخفيف معاناتهم في الحصول على الخضار نظراً لارتفاع أسعارها.
و”عاصي” صناعي ميكانيكي من مدينة حلب عمل في جيولوجيا الأراضي والتنقيب عن الآبار الجوفية لجأ إلى تركيا ومنها إلى الجزائر التي وصلها صيف العام 2012 وهناك دخل مجال الزراعة منذ سنتين تقريباً كما يقول لـ”زمان الوصل” مضيفاً أنه اختار هذا العمل لمساعدة اللاجئين السوريين بسبب غلاء السلع وبخاصة الخضار والحبوب وندرة مواد أخرى اعتادوا عليها في سوريا كالخيار والباذنجان والفريكة والبرغل.
وبدأت الفكرة -حسب قوله- بزراعة القمح العام الماضي وبيعه بأقل من ربع سعره أي ربع دينار للكيلو رغم أنه يباع في الأسواق بثلاثة دنانير تقريباً.
وكشف محدثنا أن الأرض التي استصلحها تقع في ولاية “غرداية” جنوب ووسط الجزائر ورغم الظروف الصعبة والقاسية لكون المنطقة صحراوية والاعتماد على المياه الجوفية في ري المحاصيل تم زراعة عدة أصناف من الخضروات والفواكه التي لم تكن موجودة في الجزائر مثل الخيار السوري والباذنجان السوري والبامية وغيرها.. والفستق الحلبي الذي يستورد بأسعار مرتفعة جداً، والبوملي على أن تكون بأسعار معقولة ورخيصة وبمتناول الجميع.
كما خصص دونمين لزراعة الخيار السوري من أجل توزيعه العام القادم مجاناً على السوريين وبيعه للمستهلك الجزائري بـ 40 دينارا للكيلو رغم أن الخيار الجزائري يباع بـ 60 دينارا والسوري يباع بـ 250 دينارا، وأضاف أنه يفكر في العام القادم بزراعة أصناف أخرى لا يعرفها الجزائريون كالخس والقثاء والملوخية بعد دراسة طبيعة التربة وشروط الزراعة وتابع أنه بدأ بزراعة الخيار وتصنيع الفريكة والبرغل وهي من منتجات القمح لتوفيرها للناس بأقل من ربع ثمنها في الأسواق من خلال تسويقها عبر أصدقائه المنتشرين كما يقول في الولايات الجزائرية.
ونفى “عاصي” وجود صعوبات في عمله باستثناء تأمين البذار بسبب ظروف “كورونا” وصعوبات الشحن بالنسبة للبذور السورية، أما بالنسبة للبذور الجزائرية، فهي متوفرة.
وأردف أنه يجد صعوبة في التنقل لأن مدينة “غرداية” التي يعمل بها تقع جنوب ووسط الجزائر وتبعد عن مدينة “خنشلة” التي تقع في الشرق الجزائري حوالي 900 كم.

ولفت محدثنا إلى أن مبادرته إنسانية بالدرجة الأولى وتهدف لكسر الاستغلال الذي يعانيه اللاجئ السوري والمواطن الجزائري على حد سواء، بعيداً عن الربح أو التجارة أو التسويق.

Recent posts