شقيقة الطبيبة رانيا العباسي تروي قصة اعتقالها وعائلتها منذ 8 سنوات

لا يكفي أن تكون طفلاً لم تتجاوز 14 من عمرك لتعفى من تهمة الإرهاب، وهي من أسهل التهم التي دأب نظام الأسد على توجيهها لمعارضيه، كما هو الحال مع عائلة الطبيبة “رانيا العباسي” التي تقبع مع  زوجها و6 من أبنائها أصغرهم كان رضيعاً في السنة ونصف وأكبرهم لم تتجاوز 14 من عمرها عند اعتقالهم منذ 8 سنوات دون ورود أي خبر عن مصيرهم أو مكان اعتقالهم لمجرد أن الوالدين ساعدا نازحين في الإيواء.
واعتقل النظام “العباسي”، بطلة سوريا والعرب في الشطرنج، من منزلها مع أطفالها “ديمة”  1999- انتصار 2001 -نجاح 2003 – آلاء 2005 – ليان 2011، إضافة إلى ابنها الوحيد أحمد 2007 بعد يومين من اعتقال زوجها في 9 آذار مارس/2013 من منزله في “مشروع دمر” قرب دمشق، كما اعتقلت معها ممرضتها “مجدولين القاضي” التي كانت في منزلها ذلك اليوم بمحض الصدفة.
وروت الدكتورة “نائلة عباسي” شقيقة الطبيبة “رانيا” لـ”زمان الوصل” أن  حوالي 6 عناصر من الأمن العسكري أتوا مع زوج شقيقتها “عبد الرحمن ياسين” بعد يومين من اعتقاله إلى منزله واقتادوها مع أطفالها بعد أن قاموا بنهب كل الأموال التي كانت بحوزتهم، وكذلك المصاغ الذهبي الذي كان بحوزتها وأجهزة الكمبيوتر الموجودة والموبايلات، وعادوا بسيارتي الطبيبة وزوجها.
وأشارت محدثتنا إلى أن جيران شقيقتها رؤوا عناصر الأمن وهم يعتقلونها مع زوجها وأخبروا عائلتها في اليوم التالي من الاعتقال حتى أن أحد عناصر الأمن العسكري الذين قاموا بالاعتقال، ويُدعى “أبو كاظم” من إدلب كان يخدم في حاجز قريب من منزلها في “مشروع دمر”، وكان يُعالج لديها في العيادة مجاناً.
وكشفت محدثتنا أن الخبر الوحيد الذي وصلها عن شقيقتها “رانيا” وعائلتها بعد 8 أشهر من الاعتقال من إحدى المعتقلات المفرج عنهن وهي طبيبة أخبرتها أنها سمعت بوجود “رانيا” في المعتقل من أحد العناصر في فرع الأمن العسكري الذي ذكرها بالاسم وكان هذا خلال أول 15 يوماً من اعتقالها. وأردفت محدثتنا نقلاً عن المعتقلة المفرج عنها أنها كانت تسمع أصوات أطفال معها.

وروت أن عائلتها لم تترك وسيلة لمعرفة مكان اعتقالها إلا اتبعتها سواء بدفع رشى لضباط النظام أو الوساطات، ولكن دون جدوى.

وأكدت د. “نائلة” أن أسباب اعتقال شقيقتها وعائلتها سخيفة جداً ولا تستحق هذه السنوات الطويلة من الاعتقال، مؤكدة أن زوج شقيقتها “عبد الرحمن الياسين” ربما يكون تمت تصفيته فقد شوهدت صورة قريبة له ضمن صور قيصر لضحايا التعذيب.
وأشارت إلى أن “رانيا” وزوجها ساعدوا النازحين وخاصة من أبناء حمص بإيوائهم، واستضافت هي عائلات في منزل أهلها.
 وتابعت شقيقة الدكتورة المعتقلة أنهم توجهوا فيما بعد لمنظمات حقوق الإنسان والجهات الدولية وفي العام 2016، أجريت حملة لمنظمة العفو الدولية “انميستي” والأمم المتحدة للكشف عن مصيرها مع عائلتها.

وأردفت أن اسم  “رانيا” وأبناءها وضع ضمن المفاوضات التي أجريت بين الجيش الحر والنظام بخصوص تبادل الأسرى الراهبات ومعتقلات لدى النظام، وكانت عائلتها متفائلة بخروجها في صفقة التبادل.
ولفتت محدثتنا إلى أنه لا تواصل لعائلتها مع الجيش الحر، ولكن عن طريق وسطاء تم وضع اسمها في صفقة التبادل نظراً لحالتها الاستثنائية كأم وستة أطفال معتقلين، ولكن النظام وافق عل كل الأسماء الواردة في الصفقة ولم يوافق على اسمها.
وتوقفت شقيقة المعتقلة المغيبة لتشير إلى أنها كانت شخصية حنونة تمتاز بقلبها الطيب، وحب الخير وتحرص على صلة الرحم وكانت في عملها طبيبة أسنان بجراحة  اللثة متميزة، واكتسبت سمعة طيبة في المملكة العربية السعودية، وكانت الحالات الصعبة تحول لها، ولكنها قررت العودة إلى سوريا بعد أن عملت بما فيه الكفاية.
وافتتحت عيادة في دمشق لمواصلة مسيرتها المهنية وكانت في حالة مادية جيدة.
والطبيبة “رانيا “مواليد دمشق 1970 درست في جامعة دمشق كلية طب الأسنان، وتخصصت في جراحة اللثة وعدا تميزها في طب الأسنان شاركت في 15 من عمرها في مسابقة الجمهورية للعبة الشطرنج، وتوجت فيما بعد كبطلة في هذه اللعبة لعشر سنوات، حيث أحرزت بطولة العرب والمرتبة الخامسة في بطولة شرق آسيا، ونالت تصنيفاً دولياً من الاتحاد الدولي للعبة.

وسجلت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ما لا يقل عن 173 طفلاً تحت التعذيب في مراكز احتجاز النظام منذ بدء الحراك السلمي في آذار مارس/2011، إلى نهاية شهر أيار مايو/2014 وهو –حسب المصدر- رقم كبير ولا نظير له على مستوى العالم في عمليات التعذيب وقتل الأطفال، وهذا يؤكد أن نظام الأسد هو الأكثر وحشية وانتهاكاً لحقوق الطفل. رغم أن هذا النظام صادق على اتفاقية حقوق الطفل منذ العام 1993، ولكنه خرق أكثر موادها وعلى نحو منهجي متكرر.

Recent posts