صورة تكشف عن حجم أوجاع ذوي المعتقلين في سجون الأسد

كشفت صورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أول أمس، عن حجم آلام السوريين وأوجاعهم في ظل حكم نظام الأسد الذي حول البلاد إلى مثال يتداول على الساحة العالمية عند الحديث عن الأهوال المرتكبة في السجون وسوء أحوال المغيبين والمختفين قسريا.
وكانت صفحات إخبارية نشرت صورة لشاب تائه يظهر عليه الخوف والتعب، وقالت إنه فاقد للذاكرة وموجود بالقرب من حديقة “المجتهد” في دمشق، مناشدة من يعرفه إبلاغ ذويه للقدوم من أجل إعادته إلى منزله.
ورجحت صفحات محلية أن الشاب خرج حديثا من معتقلات النظام، كما جرت العادة في حوادث كثيرة سابقة أطلق فيها سراح معتقلين فقدوا عقولهم وتدهورت صحة أجسادهم بسبب التعذيب الفظيع الذي ذاقوه بما تعجز عن حمله الجبال.
الصورة نكأت جروح عائلات سورية ما زالت تنزف على أبنائها المغيبين في سجون الأسد منذ سنين، حيث بادرت عائلة في بلدة “تسيل” غربي درعا للقول إنها لابنهم “أحمد قاسم اللطيف” مدرس اللغة الفرنسية، المعتقل في سجن “صيدنايا العسكري” سيئ الصيت منذ العام 2013، كما أكدت عائلة “الصبيحي” في بلدة “عتمان” قرب درعا أنها للشاب “مازن محمد رزق الصبيحي” المعتقل منذ عام 2012.
صورة الشاب التائه دفعت والد الممرض “عيسى الغزالي” المختفي في سجون الأسد منذ العام 2012، للذهاب من بلدته “قرفا” في ريف درعا الأوسط، إلى حديقة “المجتهد” بدمشق، متأملا أن يكون التائه فلذة كبده نظرا للشبه الكبير في الملامح، وهذا ما حدث أيضا مع عائلات فلسطينية تنتظر عودة أبنائها بفارغ الصبر لا تعرف إن كانوا على قيد الحياة أو قتلوا تحت التعذيب كعشرات آلاف المعتقلين في سجون النظام.
وتبين في وقت لاحق من مساء الخميس أن الصورة تعود للشاب “أحمد كريم السرمداوي – 27 عاما” المنحدر من مدينة “سرمدا” بريف إدلب، ويعيش في مدينة “يلدا” بريف دمشق، والذي فقد قبل 10 أيام لأنه يعاني من أعراض “انفصام في الشخصية”، بحسب ما ذكرت صفحات محلية.
ما جرى خلال الساعات الماضية يروي حكاية المعتقلين وذويهم، وكيف يعيش الأهل على أمل خروج أبنائهم من الموت إلى الحياة وكيف يضيعون ملامحه وصورته الحقيقية التي غادرهم قسرا وهو عليها، لكنهم يعرفون جيدا أن الملامح في سجون الأسد تختفي تحت الضرب وتذوب الأجساد وتصبح واهنة ضعيفة ليست إلا هياكل عظمية لا حول لها ولا قوة.
قبل نحو 3 أسابيع قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 149361 شخصاً، بينهم 4924 طفلاً و9264 سيدة لا يزالون قيد الاعتقال/ الاختفاء القسري في سوريا منذ آذار/مارس 2011، مؤكدة مقتل ما لا يقل عن 14506 شخصاً، بينهم 180 طفلاً، و92 سيدة، تحت التعذيب.

وشددت الشبكة في تقريرها على أن النظام مارس عمليات الاعتقال التعسفي ثم الإخفاء القسري كسلاح حرب وقمع وإرهاب ضدَّ المطالبين بالتغيير السياسي والمعارضين وتجاه المدنيين على نحوٍ استراتيجي وواسع النطاق.

Recent posts