طفس.. حالة قلق مصحوبة بحركة نزوح جزئية

على وقع الحشود العسكرية التي تشهدها محافظة درعا، والتهديدات التي تطلقها قوات النظام باجتياح الريف الغربي من المحافظة، يعيش سكان تلك المناطق حالة من التوتر والإرباك، مصحوبة بحركة نزوح خفيفة، في انتظار ما ستسفر عنه المفاوضات، بين اللجنة المركزية للمحافظة من جهة، وقيادات النظام الأمنية والعسكرية من جهة أخرى.

وأشارت مصادر محلية من مدينة طفس، التي تعتبر الوجهة الأولى للنظام في حملته العسكرية، إلى أن شوارع المدينة تكاد تخلو من المارة، والمحال التجارية شبه مغلقة، لافتة إلى أن المدينة التي يتجاوز عدد سكانها الـ 35 ألف نسمة، تشهد منذ تهديد النظام باجتياحها، حركة نزوح جزئية باتجاه درعا المدينة، وداعل وابطع ونوى، بحثاً عن مناطق إيواء آمنة.

وأضافت المصادر أن الكثير من الفعاليات التجارية في المدينة، أغلقت أبوابها، وقام العشرات من أصحاب المستودعات الغذائية، ومحال بيع الجملة، بنقل بضائعهم إلى مناطق أخرى، فيما تراجعت عمليات البيع والشراء في سوق “الهال” بالمدينة، والذي يشكل وجهة مريحة لمعظم مناطق المحافظة، في عمليات التبادل التجاري، بسبب وقوعه خارج سيطرة سلطة النظام.

وأكدت المصادر، أن النظام في حال فشلت المفاوضات الجارية بالوصول إلى حل سلمي، فإنه سيعمل على تدمير المدينة، وتعفيش منازلها انتقاماً من أهلها، لافتة إلى أن دليلها في ذلك السيارات المقطورة الكبيرة، التي استقدمتها قوات النظام إلى تخوم طفس، والتي عادة ما تستخدم في عمليات نقل المواد المسروقة من بيوت أصحابها.

ويقول “أبو محمد” -55 عاماً- وهو أحد سكان مدينة طفس، “الناس ما زالوا في حيرة من أمرهم، بين من يفضل البقاء، أو الخروج من المدينة في ظل الخطر الكبير الذي يستشعرونه، خوفاً من بطش النظام وانتقامه”، متوجهاً بالدعاء إلى الله أن ينتهي هذا الكابوس بأقل الخسائر الممكنة، حسب وصفه.

وأشار إلى أن معظم المواد الغذائية متوفرة في المدينة، حتى اللحظة، باستثناء مادة الخبز، فهي غير متوفرة منذ أربعة أيام، وذلك بسبب عدم توفر مادة الطحين، الذي تعاني من نقصه معظم مناطق درعا منذ عدة أيام، موضحاً أن الكثير من الأسر التي تملك مادة الطحين، باتت تعد خبزها في المنازل لسد احتياجاتها.

ولفت “قسيم. ع” -46 عاماً- وهو من الريف الغربي، إلى أن ربطة الخبز السياحي من الحجم الصغير وصل سعرها في ظل شح مادة الخبز إلى أكثر من 1000 ليرة سورية، فيما شهدت الكثير من السلع والمواد الغذائية والخضار، ارتفاعاً كبيراً في الأسعار بالتزامن مع الحديث عن اقتحام متوقع لمدينة طفس.

وعبّر عدد من الأهالي في ريف درعا الغربي، عن خشيتهم من أن تمتد حملة النظام العسكرية المدعومة روسياً إلى قراهم، في ظل التسريبات التي تفيد بأن النظام لن يتوقف عند طفس، والمزيريب، بل سيواصل حملته إلى أبعد من ذلك، لتشمل جميع قرى وبلدات ريف درعا الغربي، ودليلهم في ذلك حجم التعزيزات العسكرية غير المسبوقة، التي ترابط على تخوم درعا المدينة، وفي قسمها الغربي، وعلى مشارف مدن طفس والمزيريب واليادودة.

من جهتهم أشار عدد من تجار ريف درعا الغربي، إلى تراجع حركة نقل المواد الغذائية من مدينة طفس إلى مناطق الريف الغربي، وذلك بسبب الطوق الأمني، الذي فرضته قوات النظام على المدينة.
 
وأشاروا إلى أن إغلاق أسواق مدينة طفس، وتراجع الحركة التجارية فيها، سيؤثر سلباً على الكثير من مناطق المحافظة، كون أسواق طفس تعتبر المغذي الأساسي لمناطق الريف الغربي بالمواد الغذائية والاستهلاكية، وذلك لتوسطها العديد من المناطق، ولسهولة الوصول إليها لعدم وجود قوات وحواجز النظام فيها.

ولفتوا إلى أسعار المواد الغذائية ستشهد ارتفاعاً كبيراً في ريف درعا الغربي، إذا ما أغلقت أسواق مدينة طفس، وذلك بسبب ارتفاع أجور النقل الكبيرة، التي ستضاف على أسعار البضائع الواصلة للمستهلك، من مناطق أخرى.

يشار إلى أن المفاوضات الهادفة لنزع فتيل الحرب مازالت مستمرة، منذ عدة أيام، بين اللجان المركزية والوجهاء في المحافظة من جهة، وبين الأجهزة الأمنية وقيادة الفرقة الرابعة، بقيادة ماهر الأسد من جهة أخرى، لإيجاد حلول ترضي الأطراف جميعها، بأقل الخسائر الممكنة، حيث تشير بعض المصادر إلى أن اليوم السبت، أو بعد غد الاثنين، سيكون نهاية مهلة التفاوض، والتي على أساس نتائجها، سيتم التعامل مع الوضع القائم.

Recent posts