عنصر موال فر إلى ألمانيا يكشف عن جرائم حرب ارتكبتها مليشيا العاصي التابعة للنمر

تسود أوساط المؤيدين في مدينة “مصياف” حالة من الاستياء من تصرفات ما بات يُعرف بمليشيا “صلاح العاصي” الرديفة للنظام والتابعة لقوات “النمر”.
وازدادت الحالة حدة بعد أن بدأ مؤيد للنظام مقيم في ألمانيا يُدعى “مصطفى العلو” يبث على صفحة أطلق عليها اسم “كشف عقارب مجرمي مصياف” فيديوهات مصورة يكشف من خلالها تفاصيل ووقائع تتعلق بفضائح الميليشيات التي يقودها “العاصي” وأشقاؤه “شادي” و”رأفت” و”علي”، ومنها استيلاؤهم على قاطرة مقطورة تحمل عبوات لنوع من “مشروب الطاقة” مع عدد من عناصره بحجة أنهم تموين ومباحث عسكرية، وبعد أن قام العناصر بمصادرة الشحنة سحبوا أوراق السيارة وطلبوا منه أن يراجع فرع الأمن العسكري في حماة رغم أن السيارة تحمل أوراقاً نظامية مع شحنتها.

وبحسب “العلو” تم تخبئة المسروقات في مستودعات تابعة لـ”عاصي” في منطقة المحاسبة بمصياف وقام  عنصران هما “علي الشحود” (الشنكليش) وشحادة عطية (الشحود) من تلقاء أنفسهما بخطف السائق وطلب فدية 50 مليون من أهله وقام “صلاح العاصي” بدوره باعتقال العنصرين لأنهما لم يخبراه عن العملية.

وتحدث “العلو” في فيديوهات أخرى عن فتح بيوت دعارة بإدارة وإشراف مجموعة “العاصي” وخطف فتيات وإجبارهن بالقوة على العمل بهذه البيوت، ويقول في أحد التسجيلات إن “العاصي” قام قبل سنوات باختطاف فتيات من مدينة “جسر الشغور” بريف إدلب، بعد قتل الأب والأم، وتشغيلهن في أحد مقاصفه بالدعارة.
وبعد فترة من هدوء الجبهات قام بتصفيتهن عبر أحد مساعديه المدعو “يوسف سليمان الأحمد” من قرية “بلّين”، ثم تخلص من الشاهد نفسه، أي “الأحمد” عبر خنقه وإغراقه في أحد الأنهار، من قبل وائل الطرطوسي – الصورة أدناه – 

وأحمد اسماعيل “سيغاتا”، العنصرين المقربين من “صلاح العاصي” في الصورة أدناه:

وكشف “العلّو” في البث المباشر أن عددا كبيرا من جثث الضحايا الذين تخلص منهم بالطريقة نفسها، موجودة حول أحد المقاصف التي يملكها “صلاح العاصي”.
وروى الناشط “قصي محمد” -اسم مستعار- لـ”زمان الوصل” أن مجموعة “صلاح العاصي” التي يطلق عليها اسم “فوج ذو الفقار” أيضاً كانت من القوة الضاربة لقوات النمر “سهيل الحسن” أعوام 2015-2016-2017.
وشاركت في كل المعارك العسكرية التي خاضتها هذه القوات، وينحدر “صلاح نظمي العاصي” من قرية “طير جملة” بريف حماة الغربي وارتكب مع أشقائه الأربعة الكثير من جرائم القتل والتشبيح والاحتيال والخطف وتحدي النظام مما جعلهم مطلويين لأجهزته الأمنية، وذات يوم -كما يقول – قاموا بتطويق  فرع الأمن العسكري في “مصياف” حتى يفرج الفرع عن قائدهم “شادي العاصي”، وتم الإفراج عنه بالفعل تحت الضغط، وقاموا كذلك بسحل عنصر من فرع أمن الدولة في “مصياف”.

وتابع “محمد” أن “شادي العاصي” – في الصورة أدناه – ظهر في شريط فيديو بعد ذلك وهو يتوجه الكلام إلى رأس النظام، ويذكر أن بحوزته آثاراً تم التنقيب عنها مدعياً أنه اشتراها من شخص من “مصياف”، وأنه لن يقوم بتسليم نفسه إلى الجهات الأمنية بل لبشار الأسد شخصياً في قصره وبحوزته هذه الآثار المنهوبة أو يتم موضوع التسليم بضمانته.

و”صلاح عاصي” -حسب المصدر- هو الحليف الأكثر إخلاصاً للمعتقلات الرسمية في “دير شميل” بالتعاون مع العميد “فضل ميكائيل” الذي لقي مصرعه العام الماضي 2020 في ظروف غامضة، ولـ”صلاح” أيضاً معتقلاته الخاصة من إنشائه وتصميمه.

وأشار محدثنا إلى أن “العاصي” ليس عنصر أمن كما أنه لا يحمل أي رتبة عسكرية في جيش النظام، ومع ذلك يمتلك الكثير من الأسلحة ويدير أكثر من 500 شبيح من مرتزقة “مصياف”وما حولها من قطاعي الطرق واللصوص ممن يرتدون لباس الجيش ويعملون تحت إمرته، ولديه مفارز ومستودعات أسلحة في المدينة وعربات مزودة بمدافع رشاشة، وهذا يعرفه القاصي والداني هناك، ولكن ما فعله “مصطفى علو” في الفديوهات التي دأب على نشرها  أنه وضع النقاط على الحروف بما هو مسكوت عنه في “مصياف”، مضيفاً أن وجود عائلة “العاصي” في “مصياف” كوجود تنظيم الدولة في أي منطقة أيام فترتهم، حتى أن الأفرع الأمنية تتحاشاهم وقصة سحل عنصر من أمن الدولة من سنوات وهي حادثة معروفة بدليل واضح، وحينها جاء ضابط من الفرع المذكور ولم يستطع  فعل شيء لأنهم  “الدولة” كما يكررون في تهديداتهم، ويستمدون قوتهم من قوات “النمر” التي يتبعون لها  وهذا الغطاء يجعل القوة والثقل وشبكة العلاقات وهامش التحرك أكبر من سلطة الأجهزة الأمنية حتى من ناحية العتاد والعناصر والقدرات العملياتية.

ولفت “محمد” إلى أن جرائم مجموعة “العاصي” من سرقات وتعفيش ونصب واحتيال مستمرة منذ سنوات ومعروفة وقطاع كبير من المدنيين -كما يقول- تضرروا بشكل مباشر، حيث تم الاستيلاء على أموالهم وأملاكهم بالتزوير والاحتيال وكذلك عمليات الخطف وطلب الفدية، ولكن فيديوهات العلو -كما يقول- أثارت بلبلة وضجة في أوساط المدنيين بمصياف لأنها المرة الأولى التي يخرج فيها شخص سواء من دائرة مجموعة “العاصي” أو من خارجها ويتحدث بهذه العلانية والوضوح عن جرائمهم.
وكشف محدثنا أن مجموعة “العاصي” جاءت بأهل “العلو” وأجبرتهم على الخروج بفيديو يتهمونه فيه بالاحتيال والنصب والتلفيق والتبرؤ منه على طريقة النظام في الانتقام من معارضيه مع فارق هنا أن الشاهد من وسط المؤيدين.

Recent posts