فتاة سورية تحكي عن واقعة اغتصابها وكيف واجهت المجتمع وانتصرت

في خطوة شجاعة، وافقت السورية ريم الحاج لزمان الوصل، على نشر “بوحها” وموقفها، من جريمة اغتصاب  تعرضت لها عام 2010 في سوريا.
ريم أكدت لزمان الوصل، تخطيها للموقف ومواجهته بقوة، والسير نحو المستقبل الواعد في بلاد اللجوء… 
ريم ناشطة سورية مهتمة بالجانب الإجتماعي، ولها اسهامات إنسانية… 
رسالة ريم: 
بعد حادثة #الاغتصاب اللي تعرضت لها بل ٢٠١٠، كان اكثر شي مؤلم بالنسبة الي هو إصرار الناس حوالى على ضرورة عملية ترميم #غشاء #البكارة لخبي الجريمة ضدي، وطبعا الاهم بالنسبة لهم كمان انو ما احكى على #الظلم اللي تعرضت له. طبعا انا فهمت لي امي والمحامي و اصدقائي كانو عم يقولوا هالشي وكانو عم يشجعوني اني انسى اللي صار ومثل انو الحياة طبيعية. انا متلن كنت عايشة بالمجتمع السوري، مجتمع ما شاطر الا بالمظاهر اللي العفن اكلها، واكيد بعرف شو يعني اغتصاب بالوطن العربي، وبعرف فساد هالبلاد ومدى الكره ضد المرأة فيها. بعرف مدى الظلم والاستبداد ضدي وضد اخواتى النساء وكيف كلشي بصير علينا ينقلب ضدنا. وكيف مافي اي منطق او عدل او انصاف او حقيقة او شرع اخلاقي بيقبل بهالشي.   
بس كوني بعرف هالشي هاد ما بيعني اني اقبل فيه او اني اقبل كون شريكة بالظلم تجاه نفسي. تماما متل ما رفضت الظلم اللي صار ضد امي من اهلها ومحيطها. تماما متل ما رفضت الظلم اللي صار على نساء اخريات. وبوقتها قررت اذا ما حدا رح ينصفني، انا بنصف نفسي. وفعلا، لاني وقفت مع الحق والحقيقة ضد الفساد الاجتماعي، انا قدرت وباشهر قليلة اتخطى وجع الحادثة. 
انا كنت ومازلت منصفة بحق نفسي، داويت نفسي، وحنيت على حالى بالاعتراف بالحقيقة والوقوف بفخر اني انسانة ملياني حياة و قوة وامل ضد كل اللي صار وعم يصير. وواجهت هالجحود وماسمحت لهيك جريمة تشككني بي قيمة نفسي وأهمية #حياتى وضرورة #صوتى و#تفكيري. 
انا ضد الجريمة التي ارتكبت بحقى، والاهم انا ضد اي ادانة ضدي بسبب جريمة شخص آخر بحقى. لهيك، وبقوة الحقيقة والوعي، بدون اي تردد جاوبت امي اللي سالتني اذا رح اعمل العملية وقلت: 

“اذا الزواج اللي خيفاني انو ما يصير هو مع شخص معطوب وظالم وبدو يلومني على مصيبة حصلت علي فا مابدي هيك زواج اصلا. اذا ما رح اقدر شارك زوجى وحدة من اصعب تجارب حياتي فا ما بدي هيك زوج اصلا. اذا الرجال اللى عم تحكى عنو غبي لمرحلة انو بدو حدا يضحك عليه ويعيشوا بكذبة، فا انا مابدي هيك حدا اصلا. انا بدي شريك شاركوا الضحكة والدمعة، الفرح والحزن، مابدى شخص عبئ على حاله والآخرين!! ولا بدي حدا معتوه بدو مين يضحك ويكذب عليه ليحس حالو رجال. انا بدي رجال يكون واقف جنبى، ما نص بني ادم ما بيعرف يفكر و مدلل ومعقد وبدو يفرض عقده عليي. فا لا والف لا، ما رح اعمل هيك عملية وخبى هيك جريمة. وبالمناسبة، ما بدي حتى حالى اذا بدي اتحول لشخص كذاب منافق وفاسد بيقلب الحق باطل والباطل حق. وهاي انا، اللي عجبو اهلا وسهلا، واللي ما عجبو ينطح راسو بالحيط”. 
حادثة الاغتصاب كانت مؤلمة، بس هي كانت كمان الفرصة اللي فرجتنى عنجديد و بوضح الشمس الفساد حواليي. الحرية كانت ومازالت عندي هي حرية من الفساد والعقد والأمراض ومن الدوغما الاجتماعية السورية والعربية وغيرها. و #الحرية كمان هي حرية الحق والفكر وحرية الطريق الى الحقيقة والسبيل نحو مستقبل أفضل ضد كل الظروف. 

ومع حريتى، بأشهر قليلة بال ٢٠١٠ بعد الحادث تصالحت مع فكرة اني على الأرجح ما رح ابنى علاقة وعيلة جميلة وصحية بهيك بيئة. طبعا بوقتها كنت مفكرة اني رح قضى عمري كلو بسوريا لانى شخص فقير ماديا وماعندي فرص اطلع لبرا. ومع هيك عشت لحالي بتسامح وحب تجاه نفسي، كنت ومازلت منصفة تجاه نفسي الآخرين الطيبين نساء ورجال. ما سمحت لشخص #مريض ومجرم يشوه صورتى، او صورة الناس المناح رجال كانوا ام نساء. وفعلا من عمر ال ٢١ فهمت انى شخص مستقل فكريا وعشت على #المبدأ الحر.
الجريمة نفسها ما بتكسر حدا، هي جريمة لا اكثر ولا اقل. الجريمة بدها عقاب والعقاب على المجرم وليس الضحية. الحقيقة واضحة. اوعى تصدقى حدا بقلك انك مجرد #ضحية او #ناجية من #الاغتصاب. اوعك تسمحى لمرا او رجل يقنعوكى انك مجرد ردة فعل لجريمة. انتى شخص كامل، مهما كان حظك سيئ وتجاربك صعبة. #انتى فكر وحس وقوة وضعف وحياة وغيرها كتير امور، حادث واحد او تنين مستحيل يكونو القصة الوحيدة بحياتك.

Recent posts