فرنسا حكمت عليه بالمؤبد… موت نقاش إيران يفتح دفاتر الإرهاب القديمة

النقاس.. صورة حديثة وأخرى تعود للثمانينات.
منذ أن أعلن حيدرة سليمان، عن المرض الشديد الذي ألم بوالده “اللواء بهجت”، وعن طلبه الدعاء له.. منذ ذلك الحين وحيدرة يتحدث في نفس الوقت بأسى عن مرض “أنيس النقاش”، اللبناني الذي ارتبط اسمه بالدفاع عن نظام الأسد ومليشيا إيران، وبالأخص “حزب الله”.
واليوم وقبل ساعات، تولى “حيدرة” بنفسه نعي “النقاش” مبديا تفجعا كبيرا على موته، وكأنه بالفعل أحد أفراد أسرة “سليمان”.
وقد اختار حيدرة جريدته “بلدنا” لينشر صورة كبيرة للنقاش، بجانب نعوة طويلة، وقعها من يسمون أنفسهم “منبر سيوف العقل مع بهجت سليمان”، حيث أشادت النعوة بـ”تبني” النقاش للقضية الفلسطينية منذ كان في الـ17 من عمره، وأشارت إلى “غراسه الطيبة المباركة” في كل من سوريا والعراق ولبنان وإيران واليمن.
كما لفتت النعوة إلى أن النقاش قضى في السجون الفرنسية 10 أعوام، بسبب “نضاله ضد أعداء الثورة الإيرانية”، أي انقلاب الخميني، وقد استمر سجنه من عامي 1980 إلى عام 1990.
وقد توفي “نقاش” في أحد مشافي دمشق، بسبب إصابته بفيروس كورونا، عن عمر يناهز 70 عاما.
وتزامن مرض “نقاش” مع مرض “بهجت سليمان” ودخوله المشفى، حيث يمر بأزمة صحية غير سهلة، حسب وصف ابنه حيدرة.
ويعد “نقاش” في العرف الجنائي مجرد قاتل مأجور، حيث إن فرنسا اعتقلته وحاكمته وحكمت عليه بالسجن المؤبد، لقيامه بمحاولة اغتيال رئيس وزراء إيران الأسبق “شابور بختيار”، والتي فشلت في حينها، ونجم عنها بدل قتل بختيار تورط “نقاش” في قتل مواطنين فرنسيين (اثنين).
وفي هذه المحاولة كان “نقاش” يتزعم مجموعة من القتلة، الذين أطلقوا النار بلا هوادة على رجال الشرطة الفرنسية فقتلوا واحدا منهم، فيما أصيب آخر بشلل مدى الحياة، ورفض تعويضا ماليا كبيرا مقابل أن يتم الإفراج عن نقاش، معتبرا ذلك مالا قذرا، إلى أن توفي هذا الشرطي عام 2008.
وفي تلك الأثناء هاجم القتلة بقيادة “نقاش” شقة بجوار شقة  “بختيار” وأطلقوا النار بجنون، فقتلوا امرأة فرنسية تبلغ من العمر 45 عاما.
ولاحقا للقبض على “النقاش” ومعاونيه، شهدت مدن فرنسية مختلفة موجة من الأعمال الإرهابية، التي كانت الأصابع فيها تشير بوضوح نحو إيران.   
ولجأت إيران إلى مفاوضة باريس بقضية رهائن فرنسيين اختطفتهم طهران، ليتم بعدها إطلاق سراح “نقاش”، الذي كان يفترض أن يقضي كل حياته في الحبس، لأنه حكم بعقوبة السجن المؤبد.
المثير في قصة “نقاش” ومحاولة اغتياله “بختيار” الذي كان من أشد معارضي الخميني.. المثير أن النظام الإيراني عاود المحاولة بعد عام من إطلاق “نقاش”، فقد نجح الملالي عام 1991 في اغتيال “بختيار” ومرافقه، بل قتلوا أيضا في العملية أحد جيران “بختيار” فضلا عن رجل شرطة ذبحه القتلة بالسكين..
يومها عمد المجرمون إلى قتل “بختيار” بطريقة مفرطة في الوحشية والبشاعة، حيث طعنوه 13 مرة ثم حزوا رأسه بسكين، وقد تم القبض فقط على قاتل واحد من المجموعة، عرف عن نفسه باسم “علي فاكيلي راد”، وتمت محاكمته مع 5 آخرين (الخمسة حوكموا غيابيا).
ولا تنتهي الإثارة في قضية “بختيار” هنا، فكما أطلقت باريس سراح من حاولوا قتله أول مرة عام 1980 (ومنهم نقاش)، عمدت فرنسا عام 2010 إلى إطلاق القاتل “فاكيلي راد”، في مقابل تحرير إيران لامرأة فرنسية مختطفة، علما أن القاتل كان محكوما بالسجن المؤبد.
وقد حاكمت فرنسا “فاكيلي راد” وسجنته سنوات ثم أطلقته، دون أن تستطيع التحقق من هويته الأصلية ولا الموقع الرسمي الذي يشغله في إيران (كان اسمه حركيا على الأغلب). 

Recent posts