فيديو.. مدائح دينية بالأسد تنصبه زين البشر وصاحب كل المفاخر

كان نصيب الطاغية حافظ الأسد في أيام حكمه محفوظا فيما يعرف بـ”المدائح النبوية”، التي كان يتعاقب على أدائها في المناسبات عدد من المنشدين، ومع ذلك فإن هذا النصيب لم يكسر حاجز عبارة “تحشى” بين “الوصلات”، من قبيل “وسلاما مع تحية لرئيس الجمهورية”، ولم يكن ليجرؤ أحد على وضع أنشودة مدح للطاغية على وزن المدائح النبوية، سواء من ناحية الكلمات أو الألحان.
ومن يومها، عدّ “حشر” الطاغية في هذا الميدان “منتهى” التملق والنفاق والتدليس، إلى أن فوجئ السوريون مؤخرا بما هو أدهى وأمر، أنشودة كاملة مخصصة لبشار، تحاكي بكلماتها وأوزانها وطريقة أدائها المدائح التي اقتصرت في أذهان الناس على مقام النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
ففي وسط جلسة حوت 7 من المنشدين والمرددين، المتزيين بالبدلات الرسمية وفوقها طرابيش حمر، انبروا قائلين:
نجم تبدى وظهر، زين الرجال من البشر.
يعطي من الحب صور، زان المجالس إن حضر.
ثم “انفرد” كبيرهم الذي يجلس في صدر المجلس:
حاز المفاخر كلها، إنه البشار ضوء القمر
تمضي السنون ومجده، يزداد لا يخشى القصر
نمشي ونهتف خلفه، نهواك يا نور البصر
نفديك ترقص روحنا، هذا منانا قد ظهر
قد سدت، والعدل ظهر، والحق باق معتبر
والشعب خلفك سائر، في كل بر وسفر
عشرون عاما قد مضت والمجد فيها قد حضر
يا بلسما لجروحنا، ولكسر خاطرنا الجبر
منا الوفاء لفضلكم، هو واجب مثل القَدَر
وانتقل الجالسون إلى مقطع آخر على وقع تغيير النغمة، يقودهم “كبيرهم”:
أسد فوق نارا، حيدرة الكرارا
كم بالسيف صالا، كم رعد الجبالا
ياجد السلالة، يا مجمع كاملا
يا جميل في جمالك، جمالك لا مثالا
إننا نوينا، عندك أتينا
ياجد الحسينا، إن الشوق طالا
وقد تحرت “زمان الوصل” عن هؤلاء المنشدين، فعرفت أنهم بقيادة شخص يدعى “عبدالرحمن عبدالمولى” الذي يترأس فرقة تسمى “مُدّاح الحبيب”، والحبيب هنا هي كناية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم.
ويحظى “عبدالمولى” وفرقته باهتمام ورعاية من وزير أوقاف النظام، “محمد عبدالستار السيد”، الذي استضافهم خريف العام الماضي في طرطوس.
ورغم وباء كورونا الذي يجتاح البلاد، كما هو حال العالم كله، فإن فرقة “عبدالمولى” لم تكف عن إقامة الحفلات التي تسودها تجمعات تناقض إجراءات التباعد والسلامة، بل إن الفرقة تنقلت بين مختلف المدن والمحافظات، لإسماع الناس “مدائحها”.

وزير أوقاف النظام مع فرقة “عبدالمولى”


 وحسب معلوماتنا فإن “عبدالرحمن عبدالمولى”، هو الابن الأصغر بين 5 ذكور، وإن والدته توفيت قبل نحو سنة، أما والده فتوفي قبل اندلاع الثورة بـ3 أيام.
وسبق لجريدتنا أن سلطت الضوء على بعض المخازي التي لحقت بحقل “الإنشاد الديني” خلال السنوات الأخيرة، والتي انحدرت به إلى هاوية ابتذال غير مسبوق، قبل أن يأتي “عبدالمولى” بمدائحه البشارية.  

Recent posts