فيلم يتعقب مجرمي الحرب الفارين من سوريا

يتعقب فيلم “مجرمو الحرب- المطاردة الكبرى” للصحفي السوري “دحام الأسعد” عدداً من مجرمي الحرب التابعين لتنظيم “الدولة” ممن فروا من سوريا بعد اندحار التنظيم في آذار /مارس 2019 ليستقروا في أوروبا بصفة لاجئين.
وحقق الفيلم الوثائقي الذي عرض على قناة “M6” الفرنسية خلال أول ساعة من عرضه مليون ونصف مشاهدة، كما حصل على الترند 6 في تويتر على مستوى فرنسا.

ويعتمد الفيلم الممول من التلفزيون الفرنسي ومؤسسة السينما الفرنسية على شهادة عدد من الناشطين السوريين ومنهم الناشط “أحمد رمضان” الذي عانى من انتهاكات تنظيم “الدولة الإسلامية” ما عانى إذ فقد والده وشقيقه اللذين قتلا على يد عناصر التنظيم عام 2014 ومنذ ذلك الحين أنشأ شبكة مكونة من حوالي 30 صحفيًا ومحققًا مواطنًا من اسطنبول حيث لجأ منذ سنوات، وينشر بانتظام نتائج تحقيقاتهم على موقعه على الإنترنت،

من خلال شبكته “فرات بوست”.
وأشار “الأسعد” في حديث لـ “زمان الوصل” إلى أن فيلمه الجديد أشبه بالتحقيق الاستقصائي ويسعى لإثبات أن عناصر التنظيم الفارين كانوا منتمين حقاً لتنظيم “الدولة” أو إلى منظمات أخرى وهذا ما شكّل -حسب قوله- صعوبة كبيرة لفريق الفيلم، وخاصة أن لكل متهم منهم قضية خاصة، وكانت المهمة شبيهة بمهمة الشرطة في جمع الأدلة والشهود والحقائق والصور أحياناً، والبحث عن أصول أولئك المتهمين ومن أين أتوا.
وكشف “الأسعد” أن فيلمه الجديد صُوّر في عدة دول ومناطق من سوريا والعراق وتركيا واليونان وألمانيا وفرنسا، مضيفاً أن فريق لفيلم واجه صعوبات كثيرة على المستوى اللوجستي، حيث تطلب عمل حوالي سنتين ما بين البحث والتحقيق والتصوير، علاوة على ظروف “كورونا” وصعوبة التنقل التي حدّت من مهمة إنجاز الفيلم، أضف إلى ذلك الصعوبات الأمنية والدخول إلى أماكن لا يمكن التصوير فيها.
ونوّه المصدر إلى أن فيلمه ركز على كيفية عمل النشطاء السوريين الذين تم التصوير معهم في سوريا وتركيا وألمانيا واليونان وكيف يقومون بجمع الوثائق والمعلومات عن مجرمي الحرب الفارين، إضافة إلى الاعتماد على التحقيق الذاتي من فريق الفيلم عن طريق التواصل مع القضاء والأمن الفرنسي بخصوص عدة أمور.
وتابع صانع المحتوى السوري أن فيلمه يتناول عدة قصص ومنها قصة أساسية تعتمد على فيديو لمجموعة عناصر من تنظيم “الدولة” يقطعون رأس شخص ويقومون باللعب به ككرة بطريقة وحشية، وتم التعرف على أحدهم الذي كان مقاتلاً في تنظيم “الدولة” ومسؤولاً عن البريد الخاص بالتنظيم بين “الموصل” و”الرقة” و”دير الزور”، وخرج من سوريا عام 2015 إلى أوروبا وقدم لجوءاً، ثم عاد بعدها إلى تنظيم “الدولة” بجواز لجوئه الألماني.
وعاد مر أخرى إلى ألمانيا ليعيش هناك، وقام فريق الفيلم بجمع شهادات لأشخاص من منطقته وعائلته أيضاً، والثاني كان مدير العلاقات العامة والمسؤول عن الدعم اللوجستي من طائرات درون وغيرها من تركيا إلى سوريا.
وكشف الصحفي المنحدر من مدينة “تدمر” أن فيلمه يركز أيضاً على الأشخاص من ذوي الجنسية الفرنسية من منتسبي تنظيم “الدولة” ويعيشون في مخيمي “روج” و”الهول” ولماذا تم تركهم هناك دون محاسبة ومحاكمة، علماً أن السلطات الفرنسية ترفض إحضارهم إلى البلاد لأنهم مجرمون رغم أنهم يحملون الجنسية الفرنسية، وتم إحضار عدد من أطفالهم إلى فرنسا ويبلغ عدد الفرنسيين المنتمين إلى التنظيم بحدود 200 شخص من أصل 700 شخص انتسبوا إلى تنظيم “الدولة” اختفى الكثير منهم وقتل البعض الآخر ومن بينهم أيضاً بينهم أطفال ولدوا في سوريا من آباء فرنسيين.
وعبر محدثنا عن أسفه لعدم وجود تعاون بين دول الاتحاد الأوروبي أو تشارك معلومات بخصوص مجرمي الحرب من كل الأطراف في سوريا في الوقت ذاته الذي يحصل هؤلاء المجرمين على صفة لاجئين في تلك الدول مما يؤثر سلباً على وضع اللاجئين.
و”دحام الأسعد” صحفي ومخرج أفلام وثائقية مواليد تدمر 1989 بدأ حياته المهنية في الصحافة المكتوبة، حيث عمل في العديد من الصحف والمجلات ومنها “لاكروا” الفرنسية ومجلة “باريزيان” و”انفرمشيون” الدنمركية ومجلة “360” الدنمركية، و”دي زايت” الألمانية وقناة “فرنسا 24″، والتلفزيون الدانمركي وقناة “فوكس نيوز” قبل أن يتجه لصناعة الأفلام الوثائقية.

وأنجز العديد من الأفلام عن مواضيع مختلفة من الشرق الأوسط لتلفزيونات فرنسية وأوروبية، وفاز فيلمه الوثائقي (تذكرة ذهاب بلا عودة) بجائزة الهجرة 2019 المقدمة من الاتحاد الأوروبي والمركز الإعلامي المفتوح.

Recent posts