في سجون الأسد.. 4 سنوات على اختفاء الأمريكي الذي داوى جراح السوريين النفسية

مرت 4 سنوات على اعتقال السوري الأمريكي “مجد كم الماز” في سجون نظام الأسد، دون أن يظهر لظلام هذا الليل من نهاية، ما دفع أسرته لتجديد الدعوة إلى الإفراج عنه، والتأكيد على تزويدها بأي معلومات تخص الرجل الستيني.
وكان “مجد كم الماز”، 63 عاما، قد اعتقل على أحد حواجز النظام في شباط 2017، ومن يومها اختفى الرجل الذي كان ينشط في الأعمال الإنسانية ويعمل كمعالج نفسي .. واختفت أخباره.
ونقلت وسائل إعلام أمريكية أن عائلة المعتقل “كم الماز” ومعارفه لاسيما في جامعة أركنساس، ظهروا في مقطع مصور جديد، قالت خلاله ابنته “مريم” ان والدها وجد شغفه في علاج الناجين من الصدمات والكرب العاطفي.
وأضافت مريم: “عندما كان والدي شابا يعيش في ليتل روك، قدم النصائح للشباب المضطرب وبات لديه ولع بمساعدة الآخرين على الشفاء، وبعد فترة وجيزة من إكمال دراسته في علم النفس، عقد العزم على معالجة أولئك الذين يعانون من أشد أشكال الصدمات”.
وممن ظهروا في المقطع الداعي لبيان مصير “كم الماز” وإطلاق سراحه.. كانت “ديان فولي”، والدة المراسل الحربي “جيمس فولي”، التي حملت لافتة تقول: “مجد كم الماز بطل، أعيدوا مجد إلى المنزل!”.

وقد اختطف “جيمس فولي” أثناء تغطيته وقائع الحرب، قبل أن يتم قتل هذا المراسل.
ولأجل أداء رسالته، سافر “كم الماز” في أرجاء الولايات المتحدة، وعبر العالم، وساهم في شفاء الكثير من الناس من جراحهم النفسية، بمن فيهم أولئك الذين عانوا تبعات الإعصار المرعب “كاترينا”، أو التسوناني الذي ضرب أجزاء من أندونيسيا.
ولم يكتف الرجل الستيني بمد يد العون لضحايا الكوارث الطبيعية، بل مدها بكل أريحية لضحايا الحروب، مثل الحرب في البوسنة وفي كوسوفو، والحرب في بلده الأم سوريا.
وقد زار “كم الماز” مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان عام 2013، وأنشأ لهم مراكز علاج نفسي هناك.
وفي شباط 2017، توجه “كم الماز” إلى سوريا لزيارة أقاربه، لكن الرجل اختفى كليا.
واللافت أن “كم الماز” وككثير من السوريين عمد إلى التأكد من قبل بعض مسؤولي النظام بعدم وجود “عوائق” تمنع دخوله إلى سوريا، وقد خادع هؤلاء الرجل الستيني، كما خادعوا من قبله، وعندما أصبح “كم الماز” في مدى قبضتهم لم يتأخروا في اعتقاله وإخفائه.
وحتى هذه اللحظة لم يعترف النظام باعتقال “مجد كم الماز”، بل لم يكلف نفسه أن يزود عائلته بأي معلومة عنه أو عن سبب اعتقاله، رغم المناشدات المستمرة.

وقد دعت أسرة “كم الماز” السلطات الأمريكية للتدخل، وقال الرئيس السابق “ترامب” في إحدى تصريحاته أنه سيعمل على ملف هذا المعالج النفسي، وغيره من المعتقلين الأمريكيين، وأوفد بالفعل مسؤولا أمريكيا كبيرا إلى النظام، وتباحث معه بشأن المحتجزين الأمريكيين، ومنهم “كم الماز”، ولكن دون نتيجة. 
المثير للسخرية، أن النظام الذي يعتقل عددا كبيرا من السوريين، غالبا ما يوجه لهؤلاء تهما معلبة، من قبيل “وهن نفسية الأمة”، وليس من المستبعد أن يكون الرجل الذي نذر عمره لعلاج نفسيات الناس ومداواة جراح خواطرهم.. أن يكون قابعا في غياهب المعتقلات بهذه التهمة الأسدية.

Recent posts