لم يتمكن “خليل” من الحصول على حساس كهربائي جيد لسيارته الصينية، على الرغم من توفر هذه القطعة بكثرة في سوق إدلب. هذه السوق التي تشهد فيها السيارات الصينية رواجاً ملحوظاً نظراً لرخص أثمانها، لكن فور أن يشتري الزبون إحدى هذه السيارات؛ ستصدمه نوعية قطع التبديل المتوفرة التي تشبه الحساس الأوتوماتيكي السيء الخاص بسيارة “خليل”. فبعض القطع الصينية تكون معطلة أو غير صالحة للاستعمال الطويل.
بخلاف بقية السيارات لا يوجد خط تجاري لتمرير قطع السيارات الصينية بين إدلب وتركيا. وتعتبر الوكالات الصينية الموجودة في مناطق النظام وبالأخص مدينة حلب هي المصدر الرئيسي والوحيد لهذه القطع حيث تمرر عبر طرقات التهريب ما يجعل أثمانها تتضاعف عدة مرات. وهذا ما يرهق جيوب مالكي السيارات المضطرين لزيارة ورشات الصيانة بشكل دوري بسبب الأعطال المستمرة.
يقول “أبو أحمد النول”، تاجر قطع تبديل صينية في منطقة الصناعة بمدينة إدلب، إن “جميع القطع تأتي من حلب بطرق تهريب صعبة لذلك ترتفع أسعار القطع”. في مخزن “النول” لقطع التبديل يوجد معظم ما تحتاجه السيارات الصينية. والقطعة التي لا تتوفر في المتجر ستكون حاضرة بعد أسبوع على الأغلب حيث بإمكان صاحب المتجر طلبها عن طريق التوصية من الوكالات في حلب.
تتصف السيارات الصينية بأسعارها الرخيصة لذلك يقبل السكان على شرائها. شهدت سيارات مثل “جاك” “جيلي”، “سونغ”، “شانا”، “شانغ هي”، “باندا”، “شيري”، رواجاً ملحوظاً. وعادة ما تباع “لفة” أي: بدون أوراق رسمية أو فراغ من المالك الأساسي. وتبدأ الأسعار من 800 دولار وحتى 2500 دولار.
يقول “وائل أبو عبدو” وهو تاجر سيارات صينية من إدلب، “هذه السيارات جيدة في الاستعمال ولا تشكو من شيء لكن يجب أن تجري لها صيانة باستمرار”. يشير أبو عبدو إلى أنه فضل العمل بتجارة السيارات الصينية نظراً لسهولة شرائها وبيعها ولأن قطعها متوفرة دائماً. “مخازن حلب مفتوحة دائماً على سوق التهريب نحو إدلب. لكن القطع ليست دائماً ذات جودة عالية”.
يتفحص “أبو عبدو” أي سيارة جيداً قبل أن يشتريها. “أنظر إلى الهيكل والدوزان والمحرك.. القطع غالية ولا مجال للخسارة في هذه المهنة”.
“أكرم” الذي اشترى منذ سنة سيارة “جاك” الصينية يشتكي من كثرة تردده نحو ورشات الصيانة ما يجعله مضطراً لدفع مبالغ كبيرة مقارنة بسعر السيارة الرخيص، ثمناً للقطع فقط. “أصلحت الدوزان منذ فترة فدفعت 150 دولار. وهذا مبلغ كبير”. “ربما علي تبديل سيارتي الصينية بأخرى كورية طالما ظل سوق القطع ملتهباً”، يقول أكرم.
يناقش راكبو السيارات الصينية وتجار قطع في جدوى فتح معبر رسمي بين إدلب والنظام: فمن شأن هكذا خطوة أن تسهل عملية تمرير قطع السيارات نحو سوق إدلب ما سيخفض أسعارها الملتهبة.