يوم الثلاثاء الماضي نشر الصحفي الراحل “عمر خشرم” آخر تدوينة له أعلن فيها عن وجوده في الحجر الصحي للعلاج من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، لكن القدر لم يمهله فتوفي صباح السبت عن عمر ناهر الـ 57 عاماً مخلفاً حسرة لدى أصدقائه ومحبيه وطاوياً مسيرة مهنية امتدت لأكثر من 30 عاماً قضاها بين التلفزيون كمراسل لقناة “الجزيرة” في أكثر من بلد أوروبي والإذاعة والصحافة المكتوبة، وانتهى به المطاف ليكون مديراً لمكتب قناة “الجزيرة” في أنقرة.
ونعى مذيعو الجزيرة زميلهم الإعلامي المخلص لمهنته مشيدين بسجله الحافل بالتغطيات الإعلامية، لا سيما أثناء الأزمة السورية، حيث أصيب في حلب هناك عام 2012. وكتب المذيع “عثمان آي فرح” إن “إصابة الحرب لم تقتل عمر وقتله كورونا”.
وروى أن “المرة الوحيدة التي تحدث مع خشرم خارج إطار العمل طلب منه مساعدة آخرين لا تربطه بهم أي علاقة. و بذل في ذلك جهداً كبيراً..الله يرحمه و يحسن مثواه”.
وقالت الإعلامية “غادة عويس” إنها فرحت عندما زف عمر ابنته وبعد تغلبه على إصابته أثناء تغطية “الجزيرة” للحرب في سوريا، وتابعت “عمر أبكيه اليوم بعدما رحل باكرا تاركا وراءه ذكريات أبتسم كلما تذكرتها ثم أبكي”.
ورثت المذيعة “إيمان عياد” عمر خشرم الذي “عرفناه شجاعا في ميادين التغطية هكذا احتفل بعيد ميلاده الأخير، وقبلها نجا من رصاصة أصابته خلال تغطيته في سوريا قبل سنوات”.
وبدوره روى ابن شقيقة الصحفي الراحل “نضال الكيالي” لـ”زمان الوصل” أن خاله “عمر عطية راضي خشرم” مواليد بلدة عقبى الجبر اريحا انتقل إلى مخيم الوحدات للأردن حيث تخرج من مدرسة الصناعة في الوحدات عام 1980، وحصل أثناء دراسته على عدة جوائز ومنها جائزة دولية في الرسم. وأضاف محدثنا أن خاله “التحق بجامعة غازي في أنقرة تركيا وحصل على بكالوريوس للإدارة في الإدارة الصناعية، ثم حصل على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة “قار يونس” في ليبيا، وتولى مناصب إدارية في شركة دولية في ليبيا.
وتابع المصدر أن “خشرم” التحق في عام 1998 بمجال الإعلام وعمل مذيعاً ومعد برامج في مؤسسة التلفزيون التركي لمدة 5 سنوات والتحق بقناة الجزيرة 2004 كصحفي لها في انقرة، وتدرج حتى أصبح مدير مكتبها في تركيا ، وعمل كمراسل صحفي في 84 دولة حول العالم، وحصل على جائزة أفضل مراسل صحفي من جمعية الصحفيين الأوروبيين.
وغطى الراحل العديد من الحروب في أفغانستان وثم أوكرانيا والعراق ثم سوريا التي أُصيب فيها أثناء تغطيته للحرب بشظايا في كتفه وأكثر من مكان في جسده ونقل للعلاج في ألمانيا ثم عاد إلى تركيا لإكمال العلاج، وأشار “الكيالي” إلى أن قريبه متزوج ولديه 3 بنات” نور”، “أمل” و”مروة” دأب على زيارة أهله وأقاربه في الأردن كل سنة مع عائلته الصغيرة.
وربطته –حسب المصدر- علاقات حميمة بأبناء المخيمات وخاصة مخيم “الوحدات” الذي تربى وترعرع فيه، وكشف أن عمر كان يغطي الحرب في أذربيجان ومنها انتقل إلى روسيا بحكم قربها الجغرافي وهناك للأسف أصيب بالكورونا وعاد إلى تركيا للعلاج.