ليلة الرعب في مطار دمشق.. يوتوبير صومالي يروي معاناته في سوريا

روى يوتيوبير صومالي جوانب من تجربته في العيش داخل سوريا، وكيف احتجزته شرطة المطار مع عائلته عندما علموا أنهم من الصومال، ولم يطلقوا سراحهم إلا بعد دفعهم رشى، مشيداً رغم ذلك بطيبة السوريين البسطاء وحسن تعاملهم وكرمهم السخي معه.
وقال “ناجح الهلولي” في فيديو بثه على قناته الخاصة التي تحظى بأكثر من 54 ألف متابع إنه خرج من الإمارات مرغماً، وانتقل مع عائلته إلى سوريا وداخل الطائرة أخذ انطباعاً إيجابياً جميلاً عن السوريين القادمين معه الذين عرضوا عليهم المساعدة وما إن نزلوا في المطار حتى تغيرت الأمور وانقلبت رأساً على عقب.
وروى “الهلولي” أن سلطات مطار دمشق مرروا السوريين القادمين دون أي مشاكل، وتابع أنه لاحظ تصرفات غريبة من شرطة المطار وقاموا باحتجازه مع والده ووالدته وإخوته وأدخلوهم إلى غرفة في المطار بحجة أن أوراقهم غير نظامية، وتم تهديدهم بإعادتهم إلى الإمارات أو ترحيلهم إلى الصومال ومعاملتهم معاملة غير إنسانية وكان الأمر بمثابة صدمة.
وأضاف أنه أحس بالظلم والقهر ورغم أن بعض العائلات السورية حاولت التدخل لدى سلطات المطار ولكن دون جدوى.
اليوتيوبير الصومالي المقيم في السويد منذ سنوات أشار إلى أنه بقي محتجزاً في المطار مع عائلته لساعات وتم إدخال والده بمفرده إلى أحد المكاتب وتم تهديده، وأخيراً عرف أن الأمر لا علاقة له بوضع الجوازات وإنما محاولة للابتزاز من أجل دفع رشى، فلسان حالهم يقول “كي تخرج من المطار يجب أن تدفع”.
وكشف الهلولي أن والده أجبر على دفع رشوة لم يعرف مقدارها ولكنه خرج مكسور الخاطر وتظاهر أنه سعيد وتمكن من حل المشكلة.
وروى نجم “يوتيوب” أنه تعرض لمواقف أخرى بعد دخوله إلى سوريا، مشيراً إلى أنه عاش مع عائلته في منطقة خارج دمشق في “كفر بطنا” بالغوطة الشرقية، وكانت المنطقة مدمرة دماراً غير طبيعي، ولكن شعبها طيب ويحبون الصوماليين.
واستدرك أنه تعرض في المعهد الذي كان يدرس لموقف كاد أن يقضي عليه عندما كان في درس تاريخ في المعهد وكان المدرس يشرح عن تاريخ الحكم في سوريا فرفع يده وسأل بجرأة: “كيف جاء بشار الأسد” إلى الحكم ولم يكن الشاب المسكين يعلم أن هذا السؤال من الأسئلة المحظورة التي كانت تودي بصاحبها إلى ما وراء الشمس.
وتابع أن المدرس نظر إليه عندها بغضب واستدعاه واقتاده إلى مدير المعهد الذي بدأ يحقق معه ومن أرسله إلى سوريا واستطرد أن المدير تعامل معه بلطف نوعاً ما ونصحه بأن لا يسأل مثل هذه الأسئلة مرة أخرى وإلا ذهب إلى “بيت خالته” وعندها يختفي ولا يعلم أحد عنه شيئاً وقرر حينها الامتناع عن أي سؤال من هذا النوع والمشي إلى جانب الحيط -حسب قوله-
وروى “الهلولي” موقفاً آخر حصل معه ذات يوم أثناء إقامته في سوريا، حيث كان لديه مبلغ لا بأس به من المال وأراد شراء جوال، فذهب إلى منطقة مساكن “برزة” لهذا الغرض فاقتنى أحد الأجهزة وعاد إلى منزله مسروراً، ولكنه فوجئ بعدها بأن الجوال فيه أعطال ولا يعمل كما يجب وعندما عاد إلى المحل لإعادته واسترجاع أمواله رفض صاحب المحل إعادته فذهب إلى مخفر شرطة في منطقة “حورنة” بمساكن برزة، ولدى دخوله إليهم قال لهم إنه جاء لتقديم شكوى بحق بائع جوالات فاجتمع حوله حوالي 5 ضباط وبدأوا يحققون معه بنبرة تحقير وإساءة وعندما علموا بأنه صومالي بدأوا يتنمرون عليه أكثر وزجروه طالبين من الانصراف من المخفر قبل أن يتم سجنه وحينها فضل الخروج سالماً من دون تقديم بلاغ.

وتستضيف سوريا التي شُرّد وهُجّر أكثر من نصف سكانها داخل البلاد وخارجها منذ بدء النزاع في العام 2011، نحو 55 ألف لاجئ فروا من الحروب في بلادهم، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا. من بينهم 1500 لاجئ سوداني وصومالي يعتاشون على مساعدات تقدمها المفوضية أو من أموال يجنونها جراء ممارستهم بعض الأعمال البسيطة.

Recent posts