طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الخميس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخفض حشد قوات بلاده قرب الحدود الشرقية لأوكرانيا.
جاء ذلك في محادثة هاتفية ناقش الطرفان خلالها عدة محاور، منها تسوية النزاع الروسي- الأوكراني في منطقة “دونباس” جنوب شرقي أوكرانيا، وقضية المعارض الروسي أليكسي نافالني، وحالته الصحية المتدهورة، وغيرها، بحسب بيان صدر عن الحكومة الألمانية.
وأوضح البيان أن أحد موضوعات المحادثة، كان الوجود العسكري الروسي المتزايد بالقرب من شرق أوكرانيا، مشيرًا أن المستشارة الألمانية دعت إلى خفض هذه التعزيزات العسكرية لتهدئة التوتر.
وفي وقت سابق اليوم، أكدت الرئاسة الروسية “الكرملين” في بيان، أن “بوتين وميركل تبادلا خلال محادثات هاتفية الآراء بشأن المسائل المتعلقة بتسوية النزاع الأوكراني”، بحسب موقع “روسيا اليوم”.
وأشار البيان إلى أن كلا الطرفين أعربا عن قلقهما إزاء زيادة التوتر في دونباس.
وذكر البيان أن “الرئيس الروسي لفت اهتمام المستشارة الألمانية إلى التصرفات الاستفزازية من قبل كييف، التي تزيد في الآونة الأخيرة بشكل منهجي من حدة التوتر عند خط التماس جنوب شرقي أوكرانيا”، بحسب النص.
وتم التأكيد خلال المكالمة، على ضرورة أن تلتزم حكومة كييف على نحو صارم بالاتفاقات المبرمة سابقا، لا سيما بشأن إطلاق حوار مباشر مع جمهوريتي “دونيتسك” و”لوغانسك”، وتحديد الوضع الخاص لمنطقة دونباس ضمن الدولة الأوكرانية، بحسب بيان نفسه.
ولفت البيان إلى أن “بوتين وميركل حثا أطراف النزاع على ضبط النفس، وتفعيل العملية التفاوضية، بهدف تطبيق مجموعة اتفاقات “مينسك” الخاصة بتسوية الأزمة الأوكرانية بالكامل.
وأكد الرئيس الروسي والمستشارة الألمانية سعي بلديهما إلى مواصلة تنسيق الجهود الثنائية في هذا الاتجاه على مستوى المستشارين السياسيين ووزارتي الخارجية، وخاصة ضمن إطار اجتماعات “رباعي النورماندي” بين فرنسا وألمانيا وروسيا وأوكرانيا، التي تبحث سير تطبيق اتفاقات “مينسك”.
وبين الفينة والأخرى، تندلع اشتباكات في “دونباس” بين القوات الأوكرانية وانفصاليين موالين لروسيا أعلنوا استقلالهم من جانب واحد عام 2014، ما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص منذ ذلك الحين.
وتوصلت الأطراف المتحاربة شرقي أوكرانيا، في فبراير/شباط 2015، في عاصمة روسيا البيضاء “مينسك” إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يقضي أيضاً بسحب الأسلحة الثقيلة والقوات الأجنبية من أوكرانيا، بالإضافة إلى سيطرة الحكومة الأوكرانية على كامل حدودها مع روسيا بحلول نهاية 2015، وهو ما لم يتحقق بعد.
يذكر أن العلاقات بين كييف وموسكو تشهد توترا متصاعدا منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين في “دونباس”.