وسط دهشة السوريين.. أمريكا تعلن أنها قدمت لسوريا 12 مليار دولار في عامين

خلال السنوات العشرة من عمر المأساة السورية، أعلنت دول ومنظمات كثيرة عن ضخ أموال مهولة في سوريا، ولصالح السوريين، وقد كان الكثيرون يتساءلون بذهول عن مصير هذه الأموال ولماذا لم تسهم بتحسين وضع السوريين، بل على العكس كان المشهد السوري يتدهور عاما وراء عام.
لكن ما أعلنته وكالة المعونة الأمريكية (USAID) مؤخرا، جعل كل من أطلع عليه يفغر فمه بشكل يتناسب مع فلكية الأرقام التي أعلنت هذه الوكالة عن تقديمها للسوريين خلال “عامين”.
فقد أعلنت الوكالة عن تقديم 12.2 مليار دولار للسوريين خلال عامي 2020-2021 فقط، مناصفة بين مكتب المساعدات الإنسانية ومكتب السكان واللاجئين، وكلاهما تابع للوكالة.
وفصلت الوكالة قليلا في هذه الأرقام الضخمة، موضحة أن تساعد حوالي 6 ملايين سوري بإعانة شهرية، توزع على هؤلاء الملايين المستقرين في سوريا وفي محيطها، فضلا عن توفير الخدمات الصحية لـ5 ملايين، إلى جانب مليون سوري ساعدهم مكتب اللاجئين في الفترة الممتدة بين يناير وأكتوبر 2020 (أي خلال 10 أشهر).

وفيما لا يزال السوريون يتذكرون المناظر المآساوية لأطفال ونساء يتجمدون من البرد في المخيمات، أو يغرقون في الوحول، أو يفتقدون لمعطف، أو حذاء.. فقد أعلنت الوكالة الأمريكية أن مساعداتها الشتوية وصلت إلى قرابة 900 ألف سوري خلال الأشهر الثلاثة بين أكتوبر وديسمبر 2020.
وإزاء هذا الإعلان من الوكالة الأمريكية، أعرب سوريون عن بالغ دهشتهم لهذه المبالغ الضخمة، متسائلين عن مصداقيتها، لاسيما أنه هذه المبالغ لوحدها قادرة على انتشال السوريين بشكل جدي من محناتهم، فكيف إذا أضيف لهذه الأموال ملايين ومليارات أعلنت وما زالت تعلن عنها دول ومنظمات، قائلة إنها موجهة للسوريين المحتاجين.

ورأى البعض أن هذه الإعلان من الوكالة الأمريكية إما أن يكون مجرد دعاية فارغة، أو إنه بالفعل يمثل الحقيقة وهنا الطامة، التي تدفع للتساؤل: أين ذهبت هذه الأموال الضخمة، ولماذا لم نشهد إلا بؤسا مضطردا في حياة السوريين، في حين يقول المنطق إن المساعدات الأمريكية لوحدها كافية لإنقاذ الموقف ومحو الصورة البائسة للمخيمات وإلى الأبد!

Recent posts