نشر المفكر الفلسطيني السوري “أحمد برقاوي” عبر صفحته في “فيسبوك” رسالة من المفكر “ميشيل كيلو” الذي يعاني حالة صحية حرجة جراء إصابته بفيروس “كورونا”، وقال “كيلو” في الرسالة -الوصية مخاطباً السوريين الذين لا يزالون يعيشون في عنق الزجاجة: “لا تنظروا إلى مصالحكم الخاصة كمتعارضة مع المصلحة العامة، فهي جزء أو يجب أن تكون جزءاً منها”.
وتابع :”لا تنظروا الى وطنكم من خلال أهدافكم وإيديولوجياتكم، بل انظروا اليهما من خلال وطنكم، والتقوا بمن هو مختلف معكم بعد أن كانت انحيازاتكم تجعل منه عدواً لكم”.
وخاطب عضو الإئتلاف السابق في الوصية التي لم تتأكد منها “زمان الوصل” السوريين قائلاً: “لن تقهروا الاستبداد منفردين، وإذا لم تتحدوا في إطار وطني وعلى كلمة سواء ونهائية، فإنه سيذلكم الى زمن طويل جدا.. في وحدتكم خلاصكم فتدبروا أمرها بأي ثمن وأي تضحيات، وشدد صاحب قصة الطفل المعتقل والعصفور على أن السوريين لن يصبحوا شعباً واحداً ما داموا يعتمدون معايير غير وطنية وثأرية في النظر الى بعضهم وأنفسهم، وهذا يعني أنهم سيبقون -كما قال- ألعوبة بيد الأسد الذي يغذي هذه المعايير وعلاقاتها وهم يعتقدون انهم يقارعونه.
وأردف: “ستدفعون ثمنا إقليمياً ودولياً كبيراً لحريتكم فلا تترددوا في إقامة بيئة داخلية تحد من سلبياته أو تعزلها تماما”، مطالباً أن لا يتخلوا عن أهل المعرفة والفكر وأن لا يستخفوا بفكر مجرب بل إطاعتهم واحترام مقامهم الرفيع وعليهم -كما قال- أن يتمسكوا بطريق الحرية في كل كبيرة أو صغيرة لأنه قاتل الاستبداد الوحيد.
واستدرك: “أنتم الشعب وحده من صنع الثورة فلا تتركوا أحداً يسرقها منكم”.
وختم المفكر السوري والمعتقل السابق لدى النظام داعياً السوريين إلى اعتماد أسس للدولة يسيرون عليها ولا تكون محل خلاف بينهم وإن تباينت قراءاتها بالنسبة لهم فهي أسس ما فوق حزبية أو أيديولوجية، فالدولة دولة وليس لها هوية إيديولوجية لأنها التعبير على مستوى المؤسسات والمصالح العليا عن عموم الشعب.
وكانت الوصية المنشورة فرصة للثناء على كيلو واستذكار دوره الفكري والنضالي في تاريخ سوريا لدى الكثير من أصدقائه ومتابعيه الذين تمنوا له الشفاء ومعاودة أخذ دوره، حيث رأى الصحفي “نبيل الملحم” أن ميشيل كيلو رجل يُختلف معه ولا يُختلف عليه”.
وتابع متمنياً شفاءه وعودته إلى سوريا المحررة من أسر الضباع وقد حلم بها ومنح حلمه ما يكفي من التضحيات.
وأردف “الملحم”: “إذا كان للتاريخ عين ترى وأذن تسمع فمكانة كيلو في السجل الذهبي المشرف من تاريخ البلد”.
ورأى “Nashmi Arabi” أن السوريين بحاجة لإرساء ثقافة تقدير جهود من يعملون من أجل سورية…ولو اختلفنا معهم”، واستدرك أن فارس الخوري اختلف مع القوتلي بشأن الوحدة وكانت بينهما قطيعة سياسية، ولكن القوتلي كان إلى جانب الخوري في سرير المرض.
وعلق “عبد اللطيف بن اموينة” أن كيلو “شخص مثقف ورائد وصامد امتدت تجربته السياسية والفكرية لعقود ويجب أن نتعلم منه بتواضع وحب وإلا ستضيع منا أوطاننا الواحد تلو الآخر.
وولد “ميشيل كيلو” في اللاذقية عام 1940، وهو أحد أبرز المعارضين السوريين لنظام “الأسد”، واعتُقل عدة مرات، ونشط في لجان إحياء المجتمع المدني وكان أحد المشاركين في صياغة إعلان دمشق عام 2005، وهو أيضاً كاتب ومترجم معروف في سوريا والعالم العربي، كما تولى رئاسة “مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سوريا”.