عثرت الشرطة اليونانية على جثة شاب لاجئ في إحدى الغابات بمنطقة “سالونيك”، شمال اليونان في طريق عبوره إلى أوروبا بعد أيام من اختفائه.
وأفاد ناشطون بأن الشاب “توفيق زريق” غادر الأراضي التركية مع مجموعة من رفاقه عن طريق البر من إسطنبول بتاريخ 7/12/2020 وأثناء رحلته البرية جلس ليرتاح نظراً لإصابته بمرض القلب، ولكن رفاقه في المجموعة تركوه عندما رأوا ضوء سيارة اعتقدوا أنها تابعة للكومندوس اليوناني وأكملوا طريقهم وتوفي بنوبة قلبيه -حسب ما قالت السلطات اليونانية-.
وروى قريب الشاب المتوفى “عصام زريق” أن “توفيق” من مواليد السلمية 11/3/1987 درس الثانوية الصناعية عام 2006 توفي والده قبل أن يولد ومن ثم توفيت والدته، ولم يكن قد تجاوز العشر سنوات من عمره ليتربى في كنف أشقائه وهم ثلاثة شباب وثلاث بنات.
وروى “زريق” أن قريبه التحق بجيش النظام عام 2010 وأصيب بتاريخ 28/4/2013، وكانت الإصابة في منطقة الشرج وخضع للعلاج لمدة 4 سنوات وتم تسريحه بعدها دون أي تعويض رغم أن نسبة العجز كانت 37.5%، وتابع علاجه على نفقته حيث أجرى عدة عمليات جراحية، وكانت لديه-كما يقول المصدر- مشكلة في مجرى البول والحالب وتم علاجه، ولكنه ظل يعاني من وهن عام في جسده، ولم يجد فرصة عمل في سوريا فقرر الهجرة مثل الكثيرين من أبناء “السلمية”.
وتابع محدثنا أن “توفيق” تمكن من توفير مبلغ بسيط بعد معاناة ودخل إلى تركيا بتاريخ 10/2020/ 14 وهناك استدان مبلغاً من أصدقائه ومعارفه ليتابع هجرته إلى أوروبا.
وكشف المصدر أن الشاب الراحل تمكن من العبور والدخول إلى الأراضي اليونانية بتاريخ 27/12/2020 بعد عدة محاولات باءت بالفشل، وكان قد تواصل مع أحد أشقائه قبل يوم وأخبره أنه لا يملك أي وسيلة اتصال وأنه ضمن مجموعة من جنسيات مختلفة عبروا نهر “أفروس” الحدودي بصعوبة ووصلوا إلى غابة.
وتابع محدثنا أن قريبه المتوفى أبلغ شقيقه بأنه سيسلم نفسه للشرطة اليونانية لأنه تعب ولم يعد قادراً على المسير وخاصة أن رفاق رحلته اضطروا لتركه والهروب بعد أن رأوا ضوء سيارة اعتقدوا أنها تابعة للكومندوس اليوناني.
وكشف المصدر أن شخصاً تواصل مع شقيق “توفيق” وادعى أن ابنهم في الحجر لشكهم بإصابته بفيروس “كورونا”، وأحياناً كان يقول إنه موجود في الكامب وبعد 10 أيام ساورت أشقاءه الشكوك لأن معظم من تم إلقاء القبض عليهم من المجموعة أعيدوا إلى تركيا ولم يظهر له أثر فنشر أصدقاء “توفيق” –كما يقول- نداء إغاثة على وسائل التواصل الاجتماعي مع خريطة تبين الموقع الذي تفرقوا عنده ولكن دون جدوى.
وأردف محدثنا أن شخصاً آخر اتصل بعائلة “توفيق” وأخبرهم أن الشرطة اليونانية ألقت القبض عليه في منطقة قريبة من “سالونيك”، وحكم لمدة شهر ليفَاجَئوا بعدها بخبر وفاته وإحضار عناصر من مخفر منطقة سوفيلي لجثته إلى المشفى الحدودي (الكسندرو بوليس) وأرسلوا صورة جثته لأهله فتأكدوا من هويته.