ينتظر في دار المسنيين…قصة خمسيني غادر أسرته ليدفن شقيقه في سوريا وحرمته تركيا العودة

على حافة سريره المعدني في “دار السلامة” لرعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة بمدينة “إعزاز” في ريف حلب يجلس الخمسيني “محمود عيسى السعد” وهو يقلب في صور أبنائه الذين اضطر لتركهم في تركيا منذ سنوات لظرف إنساني متأملاً كل صورة منها على حدة ومتحسراً على الأيام التي قضاها بعيداً عنهم شأنه شأن آلاف المسنين الذين تقطعت بهم السبل وأجبروا على الابتعاد عن عائلاتهم جراء الحرب والنزوح واللجوء.
وكان “السعد” مواليد 1966 قد نزح من مدينة حلب عام 2018 هرباً من بطش نظام الأسد وميليشيات الإرهاب التي تسانده ولجأ مع عائلته إلى تركيا.
وروى مدير “دار السلامة” نزار نجار لـ”زمان الوصل” أن شقيق “السعد” توفي في عام نزوحه فعاد إلى سوريا ليستلم جثته ويدفنها وبعد مراسم الدفن حاول الرجوع لتركيا، ولكن لم تتم الموافقة على عودته للأسف لأنه خرج من تركيا بمحض إرادته، وهذا أمر متعارف عليه بالنسبه للاجئين السوريين كما يقول.
وتابع أن “محمود” بدأ رحلة القهر والعذاب متنقلاً بين المشافي والمخيمات مع معاناه شديده من عدة حالات مرضيه صعبة وعندما عجز الأطباء من وضعه لأشهر طويله بالمشفى تم تخريجه ليسكن بخيمه لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، وعندها اتصلت منظمة “بنفسج” مع “دار السلامة” ليتم نقله إليها منذ أسبوع، ولكن وضعه الصحي سيئ للغاية إذ يعاني -بحسب المصدر- من أمراض عدة، ومنها القصور الكلوي والقصور القلبي والضغط والسكري والشلل النصفي، إضافة إلى حالته النفسية الصعبة وأصوات بكائه تخترق جدران الدار من الألم والقهر والبعد عن الأهل، حيث تعيش زوجته وأولاده في تركيا.
ولفت محدثنا إلى أن عائلته حاولت تقديم لم شمل له، ولكن دون جدوى داعياً “الإخوة الأتراك” إلى دراسة مثل حالته ممن فرقتهم الحرب ولم يتمكنوا من لم شملهم ولقاء عائلاتهم.
وتضم “دار السلامة لرعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة” 4 حالات شبيهة بحالة “السعد” ومنها المريض “نورس المصري” وهو دمشقي الأصل فقد الأهل والأقارب ليعيش مع المرض، والمسن “عصام احمد بعيج” تولد مدينة “أريحا” عام 1952 الذي كان وحيداً في مخيم “الريان” بعد أصيبت زوجته بجلطة دماغية وتم نقلها على إثرها إلى المشافي التركية ليتم الحاقه بـ”دار السلامة” والمريض “نزار شحاده” تولد “جسر الشغور” 1971 الذي أصبح من نزلاء الدار بعد أن نزح أهله إلى تركيا ولم يبق له إلا أب طاعن في السن لا يستطيع الاعتناء به.

Recent posts