عمد سكان قرية “سفانة” جنوب مدينة القامشلي إلى شراء مياه الشرب من التجار مع استخدام الحمير والحيوانات لاستجرار ماء غير صالح للشرب للاستخدام الشخصي.
ويقول أهالي القرية التي تتألف من 150 منزلا إنهم يشترون برميل الماء بسعر 800 ل.س للبرميل من أصحاب الصهاريج الجوالين.
وعادة ما يعمد صاحب المنزل إلى تعبئة خزان سعة 5 براميل بـ 4000 ل.س تكفي لأيام.
مشكلة القرية تعود لربيع عام 2019 حين اجتاحت قرى أرياف القامشلي فيضانات بسبب الأمطار الغزيرة، فأضرت بالمحاصيل وبعض المنازل والآبار ومصادر المياه الجوفية.
وأضر تسرب المياه بقمصان (تغليف الحديد) لبئر مياه الشرب في قرية “سفانة” أدى إلى ردمه بشكل جزئي ما أعاق عملية إنزال مضخة كهربائية (غطاس) إلى قعره لسحب المياه، ما دفع السكان إلى الاعتماد على الباعة المتجولين لشراء مياه الشرب ونقل مياه تصلح للغسيل على ظهور الحمير والدواب من قرية “عركشة” المجاورة.
وفشلت محاولات السكان الفقراء في إصلاح البئر بعد احتيال بعض أصحاب الحفارات الخاصة عليهم، فتوجهوا إلى جمعيات و منظمات فعملت إحداها بدعم من الهلال الأحمر على إنزال 35 مترا من القمصان، لكنها توقفت لأن حاجة البئر أكثر 85 مترا، وهذا مكلف مع ضرورة استخدام حفارة حلزونة تعتمد على الضغط وليس “إزميل” عادي وأجورها أعلى.
حاليا، تقطع الفتيات والأولاد مسافة تتجاوز 1كلم لتعبئة الأواني من بئر قرية “عكرشة” المجاورة ثم يعودون وهم يحملونها بأيديهم أو على الرؤوس، والسعيد منهم من يملك حمارا يوازن الأواني على جانبية ظهره وبعضهم يجبرون على سحل ودحرجة البراميل على الأرض حتى المنزل.
ورغم أن “سفانة” تشارك بلدة “جزعة” بمشكلة نقص المياه ولا تبعد سوى ثلاثة كيلو مترات شمالا، فصهاريج البلدية لا تزودها بالماء كما هو الحال لسكان أحياء “جزعة”.
وهناك قرى أخرى بمنطقة وادي الرد تشارك “سفانة” معاناتها وهي قرى:”البجارية والزرقاء وكنهو والمستريحة والعقاب والهويرة وكنانة والبطحة وعدنان وقريش والشبكة واللقوة وبصيصية وقضاعة وهمدان..الخ” القريبة من الطريق السياسي الحدودي بين بلدتي “اليعربية وتل حميس” مرورا ببلدة “جزعة” (اليرموك).