تلقت عائلات سورية لاجئة في مخيمات لبنان رسالتين نصيتين عبر الهواتف الجوالة، تنتهي بموجبهما المساعدات المالية، ومساعدات برنامج الغذاء العالمي لتلك العائلات والمقدمة لهم من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
وجاء في نص الرسالة الأولى التي وجهتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين يوم الجمعة لعائلات تنذرهم فيهما بفصلهم من المساعدات المالية الممنوحة من قبلها: “نظراً لمحدودية الموارد الماليّة، ستُعطى الأولوية بالمساعدة للعائلات الأكثر حاجة، نأسف لإعلامك أنك ستتوقف عن تلّقي مساعدة 400 ألف ليرة لبنانية (50دولار) من المفوضيّة”. وحذّرت المفوضية في رسالتها بقولها: “ستحصل على آخر مبلغ من هذه المساعدة في شهر كانون الثاني/يناير 2021”.
ووجهت المفوضية يوم الجمعة رسالة فصل ثانية، بالتوازي مع رسالة الفصل الأولى استهدفت فيها عائلات سورية تنهي بموجبها تقديم أي مساعدة لهم من قبل برنامج الغذاء العالمي جاء فيها: “نأسف لإبلاغك بأنه في شباط/فبراير 2021 ستتوقف عن تلقي مساعدة برنامج الأغذية العالمي البالغة 100 ألف ليرة لبنانية للشخص الواحد شهرياً (12 دولار)” مضيفة في رسالتها: “سوف تتلقى آخر مبلغ في شهر كانون الثاني/يناير 2021”.
وأكد مراسل “زمان الوصل” واعتماداً على نتائج المقابلات التي أجراها مع عينات عشوائية داخل مخيمات اللاجئين السوريين في بلدة “عرسال” أن عملية الفصل من المساعدة المالية (400 ألف ليرة لبنانية) التي أقدمت عليها المفوضية قد استهدفت 90 % من العائلات السورية داخل مخيمات البلدة، وسط غياب تام للمعايير التي اعتمدتها المفوضية في عملية فصلها للعائلات، وتعتيم كامل من قبلها عن الشروط التي استندت عليها لاستهداف تلك العائلات.
وأكد المراسل أن عملية الفصل التي أقدمت عليها المفوضية العليا بحق آلاف العائلات السورية في لبنان قد أنهت أي أمل في استمرار سبل الحياة داخل تلك العائلات التي أغلب أفرادها أطفال وكبار في السن، بعد أن أجهزت المفوضية بقرارها على كافة الموارد المالية التي كانت تتلقاها تلك العائلات، مما سيجعلها فريسة للجوع والحاجة والمرض.
ونوه لاجئون سوريون من داخل البلدة التي تضم ما يزيد عن 60 ألف لاجئ لمراسل “زمان الوصل” إلى أن هذا الإجراء “المجحف” الذي أقدمت عليه المفوضية بحق العائلات المفصولة، هو أحد أشكال الضغط “المبطنة” لإجبارها على العودة لحظيرة النظام السوري، في حين رأى آخرون أن المفوضية أقدمت على هذا الإجراء للضغط على الدول الداعمة لتقديم المزيد من المساعدات المالية للمفوضية، التي أعلنتها صراحة في مقدمة رسالتها التي وجهتها للاجئين عن شح الموارد المالية ومحدوديتها لديها.
في حين حصلت “زمان الوصل” على عينة لأسماء ممن سجلوا مصالحات وعادوا إلى الداخل السوري ولازالوا مسجلين على قيود المفوضية ويستفيدون من كافة أشكال المساعدات التي تقدمها المفوضية حتى اليوم. وتخوف لاجئون سوريون ممن طالتهم عملية الفصل من مصير مجهول ينتظرهم مع دخول فصل الشتاء، واستغربوا من حالة الحماس الزائد الذي أبداه موظفو المفوضية وهم يرسلون رسائل “فصل العائلات السورية” والتي تم إرسال بعضها عند ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة، في حين يتقاعسون عن تزويد لاجئين برسائل “التدفئة” وقد انقضى من الشتاء شهره الأول دون أن يحصل الكثير من اللاجئين على مخصصاتهم من التدفئة.
ويقدر عدد اللاجئين في لبنان بنحو مليون ونصف المليون، منهم 965 ألف لاجئ مسجلون على قيود المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، بحسب إحصاءات رسمية.
ويعيش اللاجئون السوريون في لبنان حالة اقتصادية وصحية ومعاشية متردية، بالتوازي مع انهيار كبير لسعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار (8000 ليرة لبنانية سعر صرف الدولار)، وارتفاع غير مسبوق بأسعار المواد الغذائية والخضار واللحوم والغاز والأدوية.