نعت رابطة الكتاب السوريين الكاتب والمثقف السوري “د. حسان عباس” أحد أبرز وجوه الثقافة السورية الذي وافته المنية في مدينة دبي أمس الأحد بعد صراع صامت مع مرض عضال.
وأشار بيان للرابطة إلى أن سوريا خسرت بوفاة “عباس” مثقفاً رصيناً عمل في الحقل الأكاديمي، وفي النشاط المدني السوري، حيث حفل تاريخه الشخصي بالمساهمات الفذة في نشاط المجتمع المدني السوري قبل الثورة السورية.
وتابع البيان أن المثقف الراحل شارك بتأسيس “الرابطة السورية للمواطنة”، وقد توج الراحل فعاليته الدؤوبة عبر الانتماء إلى صفوف السوريين المنتفضين منذ الأيام الأولى للثورة، فكان ناطقاً باسم الشباب السوري الثائر، ومعبراً عن طموحاتهم في السياق الإعلامي الغربي.
وأشار البيان أيضاً إلى دور “عباس” في صقل توجهات المثقفين منهم عبر مشروعه (بيت المواطن) الذي نقل إلى السوريين عشرات من التجارب الإبداعية التي أشرف على إصدارها في سلسلة “شهادات سورية”، وقد عمل الراحل على مشاريع خاصة بحفظ التراث الشفوي والمادي السوريين، إضافة إلى فعاليته النقدية.
وختم البيان أن رحيل “حسان عباس”، يترك في نفوس أصدقائه وزملائه الأسى العميق، لكنه يلهم الكتاب السوريين أن يستمروا، في درب السوريين نحو حريتهم.
ود. “حسان عباس” من مواليد مدينة “مصياف” عام 1955 حصل على شهادة الدكتوراه في النقد الأدبي من جامعة “سوربون” الثالثة عام 1992 وعاد إلى سوريا ليعمل أستاذاً في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى، كما عمل لعدة سنوات أستاذا للنقد الأدبي في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق.
شارك في تأسيس “جمعية حقوق الإنسان في سوريا”، وفي العديد من الجمعيات الأخرى المهتمة بقضايا حقوق الإنسان، ومُنع بأمر من منظمة الجامعة لحزب البعث، من التعليم في الجامعات السورية بالقرار رقم 3924/م تاريخ 17 أيلول سبتمبر/2001، كما مُنع مراراً من مغادرة سوريا، من أعماله المطبوعة كتاب “أنا، أنت، هم”، بالمشاركة مع فريق من الباحثين والفنانين وكتاب “سورية من الجو”، بالمشاركة مع المصور “هشام زعويط” وكتاب “دليل المواطنة”، بالمشاركة مع الفنان “أحمد معلا”.
وآخر مؤلفاته كتابه الهام “الجسد في رواية الحرب السورية” الذي صدر عن “المعهد الفرنسي للشرق الأدنى IFPO” بيروت منذ أيام كما ترجم عدداً من الكتب عن اللغة الفرنسية، من بينها: “ماكينة الإبصار” (2001) للكاتب الفرنسي “بول فيريليو”، و”المفكرون الجدد في الإسلام”، للباحث الفرنسي المغربي “رشيد بن زين” (2009).
وكان عدد من المثقفين السوريين والعرب قد رثوا المثقف الموسوعي الذي توزعت اهتماماته بين الفكر والأدب والفن والنقد.
وقال الصحفي “أيمن عبد النور” إن رحيل عباس يعتبر خسارة كبيرة للحرية السورية والثورة شعبنا العادلة والمواطنة والعدالة التي عمل الدكتور حسان عباس على توضيحهما طويلا.
ووصفت المعتقلة السابقة “أليس المفرج” رحيل “السوري الأصيل والصديق حسان عباس” بالموجع والمؤلم الذي يزيدنا عبئا ويثقل كاهلنا بالفراغ الذي سيخلفه هذا الغياب.
وخاطبت الكاتب الراحل: “لطالما كنت سوريًا حقيقيًا وجامعًا، وتعجز لغتنا التي كنا نحتفي بها بقلمك وصوتك عن رثائك الذي تستحق”.
وقال المهندس “عماد غليون” إن “عباس” قامة ثقافية فكرية وطنية لا يمكن تعويضها مع فيض من الصدق والنبالة والدماثة قل نظيرها واصفاً إياه بـ”حارس المواطنة”.