فقد رحل عن دنيانا السوري “ميشيل كيلو” الذي نرى من الظلم له نعته بكلمة “معارض”، بعد أن أزرى بهذه الكلمة وامتطى ظهرها كل من هب ودبّ.. لأن “ميشيل” باختصار كان وطنيا من طراز رفيع، وكان أيضا في مختلف مراحل حياته مناهضا لحكم القهر والجبر، المتمثل في آل الأسد، وعرف “المعارضة” في زمنها الصعب يوم كانت تهمة لاتدانيها تهمة، ولم يعرفها فقط يوم أصبحت وساما يتسابق الكثيرون لتعليقه على صدروهم.
وصية ميشيل كيلو:
وصيتي للسوريين، كي لا تبقوا ضائعين في بحر الظلمات:
– لا تنظروا إلى مصالحكم الخاصة كمتعارضة مع المصلحة العامة، فهي جزء أو يجب أن تكون جزءاً منها .
– لا تنظروا الى وطنكم من خلال أهدافكم وإيديولوجياتكم، بل انظروا اليهما من خلال وطنكم، والتقوا بمن هو مختلف معكم بعد أن كانت انحيازاتكم تجعل منه عدواً لكم.
– لن تقهروا الاستبداد منفردين، وإذا لم تتحدوا في إطار وطني وعلى كلمة سواء ونهائية، فإنه سيذلكم الى زمن طويل جدا.
– في وحدتكم خلاصكم فتدبروا أمرها باي ثمن وأية تضحيات.
– لن تصبحوا شعباً واحداً ما دمتم تعتمدون معايير غير وطنية وثأرية في النظر الى بعضكم وأنفسكم، وهذا يعني أنكم ستبقون ألعوبة بيد الأسد الذي يغذي هذه المعايير وعلاقاتها وأنتم تعتقدون انكم تقارعونه.
– ستدفون ثمنا إقليمياً ودولياً كبيراً لحريتكم فلا تترددوا في إقامة بيئة داخلية تحد من سلبياته أو تعزلها تماما.
– لا تتخلوا عن أهل المعرفة والفكر والموقف، ولديكم منهم كنز، استمعوا إليهم وخذوا بما يقترحونه ولا تستخفوا بفكر مجرب، وأطيعوهم واحترموا مقامهم الرفيع.
– لن يحرركم أي هدف آخر غير الحرية فتمسكوا به في كل كبيرةً وصغيرة، ولا تتخلوا عنه أبداً لأنه قاتل الاستبداد الوحيد.
– أنتم الشعب وحده من صنع الثورة فلا تتركوا أحداً يسرقها منكم.
– اعتمدوا أسسا للدولة تسيرون عليها ولا تكون محل خلاف بينكم، وإن تباينت قراءاتها بالنسبة لكم، لأن استقرارها يضمن استقرار الدولة، الذي سيتوقف عليه نجاح الثورة. ولا تكون إطلاقا محل خلاف بينكم، فهي أسس ما فوق حزبية أو أيديولوجية، فالدولة دولة وليس لها هوية إيديولوجية لأنها التعبير على مستوى المؤسسات والمصالح العليا عن عموم الشعب.
ميشيل كيلو
باريس 07 نيسان/ أبريل 2021