تأشيرة خروج..فيلم لمخرج فلسطيني سوري يكسر حصار غزة

بدأ المخرج الفلسطيني السوري “محمد خميس” حملته الدعائية للفيلم الروائي الطويل “تأشيرة خروج”، وهو العمل الذي تم إنجازه وسط ظروف صعبة، ليس فقط لأنه صُوّر في فلسطين، وإنما أيضاً في ظل تفشي فيروس “كورونا”.
ويروي الفيلم الذي كتبت نصه الكاتبة الفلسطينية “إيناس الحجة” قصة عائلة فلسطينية تعيش في قطاع غزة، ويتعرض أفرادها لعدة مواقف تعكس فيها واقعهم المعيشي والحرمان من الكثير من حقوقهم.
وكشف “خميس” المقيم في السويد منذ سنوات لـ”زمان الوصل” أن فيلمه الجديد مستقى من قصة حقيقية حصلت في غزة لطفل يفارق الحياة بسبب تأخير إخراجه من المدينة المحاصرة للعلاج ومعاناته من مرض القلب.

ولفت “خميس” إلى أن إنجاز هذا الفيلم الذي أشرف على تصويره المنتج “مالك رجب” كان بمثابة مغامرة بكل المعايير في ظل تفشي فيروس “كورونا” الذي تسبب في توقف صناعة السينما في العالم كله.
وأشار المخرج الذي يحمل في جعبته العديد من الأفلام التسجيلية والروائية إلى أنه حاول أن يطرح أكثر من قضية في فيلمه الجديد ومنها قضية الابنة “أمل” التي تضطر لتحمل مسؤوليات البيت والأطفال بسبب وفاة أمها جراء قذيفة في حرب عام 2014 في غزة، وشقيقها الطفل “محمد” الذي يعاني من مرض القلب، ولم يتمكن من إكمال تعليمه بسبب الفقر ومساعدة والده في الأرض كمزارع، وتدور حوارات له مع والده عن ميعاد خروجه من غزة للعلاج وعن السبب في حصار غزة منذ سنوات بطريقة سياسية غير مباشرة.

ولفت محدثنا إلى أنه أراد من خلال “تأشيرة خروج” أن يطرح مضامين غير مكرورة أو مختصرة عن وجع واحد من الأوجاع التي يعيشها الغزاويون في ظل الحصار المطبق الذي تعيشه مدينتهم.
وكشف المخرج القادم من مخيم “خان الشيح” بريف دمشق أنه استغرق وقتاً لا بأس به ليتمكن من اختيار أطفال موهوبين يمتلكون كاريزما وأداءً خاصاً ليجسدوا واقعية الفيلم، ومنهم طفل ألماني من أصل فلسطيني كان يعيش بالفعل في غزة ولم يتمكن بدوره من الخروج بسبب الحصار، وكذلك جَهدَ أن يكون كادر الفيلم من غزة ذاتها كالمؤلفة الفلسطينية “إيناس الحجة” والمنتج المشرف “مالك رجب” الذي استطاع -كما يقول-أن يعطي للعمل قيمة إضافية ويؤمّن الممثلين ومواقع التصوير وكل المستلزمات التقنية، وكان له دور كبير في إخراج الفيلم إلى النور وإظهاره بالشكل الذي ظهر فيه.
مؤلفة الفيلم الكاتبة “إيناس الحجة” التي تنحدر من الضفة الغربية ودرست إدارة صناعية قالت لـ”زمان الوصل” إن فكرة الفيلم جاءت بعد نقاش مطول مع المخرج “محمد خميس” والمنتج والمشرف “مالك رجب” وكان الهدف من إنجاز الفيلم – حسب قولها- إيصال فكرة إلى العالم عما يجري في غزة ومعاناة أهلها المحاصرين وظروفهم المعيشية، وحرمان جزء كبير منهم من أحلامهم البسيطة وحقوقهم في العلاج والتعليم وبخاصة الأطفال بسبب هذا الحصار الظالم.
ونوّهت “إيناس الحجة” إلى أن هناك الكثير من الصعوبات التي اعترضت رحلة إنجاز الفيلم الذي استغرق تصويره 4 أشهر وفي بعض المراحل فقد فريق العمل الأمل في إنجازه -كما تقول- بسبب إغلاق غزة الكامل وحالات “كورونا” وقصف العدو الإسرائيلي للمدينة، علاوة على الصعوبات اللوجستية من تعطل بعض أجهزة الصوت والتقنيات الأخرى واضطرار بعض المشاركين في الفيلم للتغيب بسبب الحظر المنزلي، ولكن تمكن طاقم الفيلم من إنجازه وتخطي كل العراقيل والصعوبات النفسية والمادية.
وأشارت الكاتبة إلى أن الفيلم كان منسجماً جداً مع قناعاتها رغم اضطرارها لتعديل بعض النصوص لأجل الظروف، ولكن هذه التعديلات كانت لصالح الفيلم-حسب قولها- وما أرادت إيصاله كمؤلفة وصل دون زيادة أو نقصان. ومن المؤمل أن يشارك الفيلم في الفترة القادمة بعدد من المهرجانات العربية والعالمية.

Recent posts